الثلاثاء , 19 نوفمبر 2024
Breaking News

منظومة العشريّة السّوداء… وأذيالها.. “رقصة الدّيك المذبوح”!!..بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

 

لن يختلف اثنان حول حجم الدمار والخراب الذي خلّفته منظومة عشريّة 2011_2021 و طال كل شيء في تونس؛ ديمقراطيّة وهميّة ، حكومات متعاقبة مكبّلة مسلوبة الإرادة نتيجة ما فرضته الحسابات السياسويّة الضيّقة ،لا علاقة لها بالشعارات التي ينادي بها الشّعب ولا بالثورة، ومنظومات حُكم مفلسة وفاشلة في مشهد سياسي مشوّه متعفّن، يغزوه المتطفّلون والمتحوّلون والمتقلّبون وباعة صكوك الغفران والتّائبون والمتيّمون بالوفاق والمنقلبون على التّوافق والمروّجون للوحدة الوطنية والممزّقون لوثيقتها، فإرتفع منسوب العبث ، الفشل ، الفساد و التوافقات المغشوشة و المحاصصة الحزبية و الولاءات ومع ذلك لا يجد البعض حرجاً في تسلّق صهوة الدولة على حساب الشعب الزوّالي و يعبثون بمقدّراته ، فيما يواصل البعض الآخر خداعه.. اهذه ديمقراطيّتكم يا من تدّعون الديمقراطيّة.. منظومة الفشل و جوقة الاتباع يتصايحون انهم ضد « الإنقلاب المزعوم » على الثورة و الديمقراطية وانهم حُماتها.. عجباً و الله !!.. على أي ديمقراطيّة و أي ثورة يتحدثون؟ حلم الثورة انتهى منذ 2013 و شعارات الكرامة و الحريّة و الشغل تبخّرت، تبيّن أنّ ما إعتبرناه ثورة كان مؤامرة أتت بالإخوان و اتباعهم ليأخذوا تونس رهينة و يتقاسمون الغنيمة بينهم…

كعادتهم يسعى المُزايدون والانتهازيون والمنافقون السياسيون و المستنجدون بالخارج و هُواة الركوب على الأحداث و الصعاليك و المرتزقة و المتمعشون من منظومة الخراب و بعض القوى الأجنبية الإستعمارية إلى إجهاض كل عمل وطني عظيم فيه خير واستقرار وأمن وتطور وسلام لهذا الوطن من أجل ذاتهم وتحقيق مصالحهم و من أجل تشليك الدولة و من أجل طموحات مافيا الدولة العميقة التي تقف خلفهم من وراء الستار ، نحن بحاجة لتعرية حقيقة هؤلاء وأهدافهم وغاياتهم، والوقوف صفاً واحداً في محاربتهم بكل الأشكال القانونية و السلميّة والتصدي لخطرهم على الوطن والمجتمع، و تجفيف المستنقعات الموبوءة التي يتواجد وينشط من خلالها المنافقون والمزايدون والانتهازيون بكل ألوانهم ومواقفهم، والواجب يفرض الحذر منهم وتعريتهم بإستمرار حتى لا يظلّوا في تزييف الوعي والاستمرار في خداع الناس، ‏احذروا المتلونين في السياسية لأجل مصالحهم و مصالح مشغليهم و مموليهم من الداخل والخارج، و هم كائنات لا يعول عليها في بناء الأوطان ولا تصدقوهم لانهم سيبيعونكم عند اول مفترق طرق..هؤلاء سقطوا سياسيا و أخلاقيا و شعبيا..

من المعروف أنّ منظومة الفساد الساقطة تتقن استعمال الانتهازيين من الاتجاهات السياسية الأخرى من حقوقيين و سياسيين و مرتزقة و غيرهم و تشركهم في معاركها ضد خصومها السياسيين ثم تلفظهم.. حطب معركة سياسية “بالوكالة” و من بين هؤلاء المتلونين السياسيين من كانوا متأثرين حد البكاء أثناء فوز الأستاذ قيس سعيّد في الإنتخابات الرئاسية ثم تحوّلوا اليوم إلى مناضلي الصدفة و “تحت الطلب ” لتجييش الشارع ضدّ قرارات الرئيس قيس سعيّد و هناك المتقلّبون والمنقلبون من كانوا يهلّلون لــ 25 جويلية ثم أصبحوا معارضين لأن تونس ليست غنيمة ليتقاسموها.. هؤلاء و غيرهم و صاروا يتمسحون على أعتاب الاسلاميين لعلهم يتكرمون عليهم ببعض المناصب بعد أن فقدوا الأمل في الحصول عليها ، هؤلاء الانتهازيون لم يصلحوا يوما و لن يصلحوا أبدا و قد فاتهم الركب من زمان فظلّوا في عداد الراسبين في امتحان الوطنية و امتحان “الرجولية” و امتحان التاريخ، تونس أكبر منكم و أكبر من مشغّليكم و مموّليكم.. لقد شكّل المنافقون السياسيون على الدوام أحد أهم العناصر المكونة للطابور المعادي للوطن ووحدته، وتكاملت أعمالهم ومساعيهم وأهدافهم التدميرية مع الأعداء، لكن نشاطهم كان وسيظل أشد خطراً من غيرهم من الأعداء الظاهرين على السطح نظراً لقدرتهم الكبيرة على تزييف وعي الناس وقلب الحقائق وتمتعهم بقدرات وإمكانات ووسائل غير محدودة وغير مرئية لصناعة الأزمات وافتعال الإشكالات..فلا نملك إلاّ أن نقول ما بالطبع لا يتغيّر فقد تعوّدوا السير في نهج التآمر على تونس وعلى مصالح شعبها وكيف يرجى الخير ممّن يَعمر قلبه الشرّ ويعميه الحقد.. بالله عليكم من أي طينة أنتم..

ما يبثّه المنافقون من أراجيف وأكاذيب ومقولات و تأويلات وتضليل مريب وإشاعات لتزييف الحقائق والترويج لثقافة الحقد والكراهية وبث روح اليأس وثقافة الهزيمة، وممارسة مختلف أشكال الوقيعة و التشويه ، بهدف ضرب عوامل الثقة والوحدة بين التونسيين وتسميم الأجواء وإثارة النعرات والفتن والصراعات الداخلية، وفي حالات عديدة نجح المزايدون والمنافقون السياسيون في المجتمع التونسي في مسعاهم للإساءة إلى وطنهم وتسببوا بالكثير من المآسي والويلات للشعب وأضروا بإقتصاد الدولة و تحولت تونس إلى دولة الغنيمة..، هؤلاء المستفيدون من العشريّة السّوداء يحاولون ويتلونون بكل الألوان بحثاً عن مصالحهم وتتغير في مواقفهم وقناعاتهم بحسب اتجاه الرياح السياسية للهروب إلى الأمام بحثاً عن دور جديد بثوبهم الجديد بالنفاق والمزايدات وتقلّب المواقف ومحاولات التطّهر من الفشل الذّريع الذي كانوا أبرز صُنّاعه والمشاركين الفعليين والأساسيين في أحداثه.. إلى جانب ما أحدثته الأزمة السياسية التي ساهم المنافقون السياسيون في إضرام نارها في تدمير كل القيم المادية والمعنوية بالإضافة إلى تدمير و إنهيار الدولة وبقائها في مربع الفقر والفوضى ، حتى أصبح إنقاذها و إصلاحها و تتطهيرها لا يتحقق إلاّ بتضحيات كبيرة وجهود مضنية وإمكانات هائلة من الصعب تعويضها إلاّ بعد فترة من الزمن قد تطول إلى عشرات السنين مهما بلغ حجم التفاؤل..

أنّك تعبر على رأي معارض للرئيس قيس سعيّد فهذا من أساسيات حق التعبير والرأي… وحد ما عندو الحق يفكهولك.. لكن أنّك تُزيف الحقائق و تستنجد بالأجنبي ضدّ سيادة تونس و شعبها و تتفاخر بقرارات و إجراءات القوى الأجنبية و الإساءة إلى الوطن فهذا خط أحمر.. وقتها يصبج ليس مجرد رأي و معارضة نزيهة ضدّ قيس سعيّد بل تحريض ضد مصالح دولتك… هذا بالضبط المعنى السلبي لمنطق الاستقواء بالاجنبي للضرر بالصالح العام، و للأسف الشديد أصبحت الإساءة إلى تونس لدى منظومة الفشل و أذيالها و من لفّ لفّها، مدعاة للتفاخر والتباهي.. من العار أن نجد من يُهلّل لمطالب الإستقواء بالخارج معتبرين خيانة الوطن و الشعب إنتصاراً و ما قام به بعض الساسة في الفترة الأخيرة يعدّ فعلاً مشيناً ومُداناً لأنهم توغلوا بعيدا في التعبير عن معارضتهم للإجراءات التي إتّخذها رئيس الدولة منذ الخامس والعشرين من جويلية وحتى الآن، فقد أعمى الحقد أبصارهم وبصائرهم إن كان لهم بصر وبصائر وخلطوا بين معارضة نظام قائم وسياسات تُنفذ وبين التآمر على تونس والتحريض عليها، فماذا يعني أن يدعو من يزعم أنّه تونسي والشعب يكابد في عز أزمة كورونا إلى منع التلاقيح والتجهيزات عن البلاد بتعلّة تسجيل نقاط ضدّ الرئيس قيس سعيّد وبمسعى خبيث لتأليب الشعب ضده.. و ليس ذلك فحسب ، فبعد التدخلات من قبل بعض الأطراف السياسية و التي تتمسح على عتبات السفارات والدول وتحرضها ضد تونس بدعوى الدفاع عن الديمقراطية يتم تأجيل القمة الفرنكفونية و يعتبرونه المتآمرون إنجازاً عظيماً و في الحقيقة هو إساءة إلى تونس.. و بعد بيان البرلمان الأوروبي الذي هلّل له المهلّلون و هرول له المهرولون بالنشر على حساباتهم و صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، يأتي تصريح يفيد بأن تونس تم إقصاؤها من القمة الديمقراطية الأمريكية.. لعلّ الكثير من دُعاة الديمقراطيّة وخصوصاً في مجتمعاتنا العربية و من بينهم المتلونين و المتآمرين من داخل وخارج تونس الذين يهلّلون و يعتبرون أنّ اقصاء تونس من المشاركة في القمة الديمقراطيّة التي تحتضنها الولايات المتحدة الامريكية مطلع الشهر القادم إنجازاً عظيماً و مدعاة للتفاخر والتباهي ، و يرون أن الولايات المتحدة الأمريكية أحد العناوين العالمية لحرية الرأي والتعبير والديمقراطيّة (المُزيّفة).. الولايات المتحدة تتعامل بوجهان كلاهما قبيح، ادعاء الديمقراطيّة زوراً وبهتاناً من جهة ، وتصدير الديمقراطيّة الخارجية المُزيّفة من جهة أخرى ، من أجل تمزيق المجتمعات والشعوب وتعزيز سيطرتها الاستعمارية ، فلهذا كله كان ومازال للديمقراطيّة الأمريكية وجه آخر.! إنّ الديمقراطيّة الامريكية المُزيّفة قد انكشفت لجميع شعوب العالم فأين ماتحل أمريكا يحل معها الدمار والحروب والظلم والاستبداد والاستعمار الجديد..والديمقراطيّة هي اكذوبة العصر.. فبحيث تونس ليست للبيع ولا للمساومة و لا حاجة لنا بديمقراطيّة مزيفة..

سقطت الأقنعة و البعض مازالوا يوهمون أنفسهم والناس بثورجية زائفة، إنكشفت حقيقية المتلونون و المتآمرون و الأصوات المأجورة.. ، في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ تونس لا حياد ولا إمساك للعصا من الوسط عندما يتعلق الأمر بمصير الشعب و سيادة تونس و نحن إخترنا الإصطفاف بكل قوة خلف الرئيس قيس سعيّد والدولة مع الصادقين الثابتين من أبناء شعبنا العظيم ضدّ المتآمرين و الفاسدين و المتلونين و الإنتهازيين المنافقين و غيرهم من الداخل والخارج، تونس في حاجة إلى قيادة ثورية وطنية، من عمق الثورة ومن أعماق الشعب بعيدا عن الواجهات الصورية الكاذبة للدولة العميقة،

الولاء لله و المجد لتونس و العزة للشعب..

عاشت تونس حرّة مستقلّة
عاش الشعب التونسي العظيم

Check Also

القضية الفلسطينية.. بين الصمت والتآمر والتضليل!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

يرى كثيرون ان أصل الشرور في الشرق الاوسط في المائة سنة الاخيرة هو (اغتصاب فلسطين) …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024