لعل مضيق هرمز يكون عنوان المرحلة القادمة من المواجهة المحتملة بين حلف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبين إيران بعد العقوبات الاقتصادية الأمريكية العدوانية, وتضييق الخناق على الصادرات النفطية الإيرانية الشريان الاقتصادي الأساسي للشعب الإيراني.
السياسات الأمريكية الاستفزازية مستمرة في التصاعد ضد إيران, فبعد الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق النووي مع طهران, تم إدراج الحرس الثوري الإيراني في مايسمى قائمة واشنطن الإرهابية في خطوة استفزازية توضح من يقف وراء استهداف إيران, ومن ثم تضييق الخناق عليها اقتصادياً عبر محاولة منعها من بيع منتجاتها النفطية.
المضيق هو بوابة دول الخليج إلى العالم ويربط الخليج العربي بالمحيط الهندي وبحر العرب ويبلغ عرضه 50 كم وعمقه 60 متراً ويمر فيه 40 بالمئة من نفط العالم الذي تصدره دول مجلس التعاون الخليجي حيث تمر فيه يومياً نحو 30 ناقلة نفط تحمل 18 مليوناً و500 ألف برميل نفط.
الحلف القديم الجديد المتكون من بعض الأنظمة العربية بقيادة إسرائيلية اتبع نهجاً جديداً في تمرير مشاريعه ولاسيما «صفقة القرن» والاعتراف بـ«إسرائيل دولة يهودية» على كامل الأراضي الفلسطينية و«عاصمتها» القدس, وحرمان الفلسطينيين من كل حقوقهم وإلى الأبد, وذلك بإسكات كل من يرفع صوته عالياً ويرفض المخططات التآمرية بجعله يلهث وراء لقمة عيشه, وتكبيل يديه اقتصادياً وجرِّ دول العالم التي تسير في الفلك الأمريكي إلى فرض عقوبات اقتصادية عليه.
الردُّ الإيراني الناري المُحق على الإجراءات الأمريكية العدوانية أوحى بأن منطقة الخليج ستكون مسرحاً لأحداث لا تُحمد عقباها وأن نحو نصف نفط العالم سيكون تحت رحمة الصواريخ الإيرانية ما يُهدد بحربٍ شاملة, الأمر الذي لن تسمح به القوى العالمية الكبرى الفاعلة اقتصادياً.
المؤكد أن إيران- ومن خلال مراقبة مسيرتها السياسية والعسكرية والثقافية والتنموية- لن تتخلى عن حقوقها مهما ارتفع الثمن, ومن المؤكد أيضاً أن الإجراءات الأمريكية ستنكسر على صخرة الإرادة الإيرانية الصلبة, وستستمر إيران بتصدير نفطها رغم أنف ترامب, ولن يستطيع فعل أي شيء في هذا المضمار وسيخسر هذه الحرب التي أعلنها ضد إيران.