رغم مرور 33عاما على إغتيال الشهيد القائد والمجاهد المناضل الكبير، خليل الوزير أبو جهاد، نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية المعاصر، في العاصمة التونسية، نشعر أننا فقدناه قبل ساعات، وقبل أيام كانت ذكرى رحيل القائد والمجاهد الشهيد عبد القادر الحسيني بطل معركة القسطل، الذي تصادف مع ذكرى إغتيال القادة الثلاثة في بيروت تحديداً في منطقة “ڤردان”، وهم كمال عدوان وابو يوسف النجار عضوي اللجنة المركزية لحركة فتح، إلى جانب القائد والمفكر والأديب المناضل الكبير كمال ناصر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
سلسلة من القيادات العسكرية والأمنية والسياسية والفكرية والإعلامية والثقافية استشهدوا على طريق المقاومة ومسيرة التحرر الوطني الفلسطيني، ورغم مرور سنوات طويلة إلا أن هؤلاء الأبطال لم يغيبوا عن مسيرات النضال الوطني، بل بقيت سيرتهم سراج يضيئ الطريق وفكراً نهتدي فيه في محطات النضال، لقد شكل ذلك الجيل المؤسس للثورة الفلسطينية المعاصرة نموذج فريد في وسائل الصراع بمقاومة المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري؛ لذلك كان من الطبيعي أن يشكل هؤلاء القادة وغيرهم من القيادة الذين تم إغتيالهم أو من فقدناهم، هاجس لدى العدو الصهيوني، من أجل ذلك كان من الأهداف الاستراتيجية للعدو إخراجهم من دائرة صراع بكل الوسائل.ومع ذلك فإن تلك القيادات ما زالت فينا فكراً وثقافة ومدرسة تحيينا، وتبث فينا روح المقاومة للاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، وإن الصراع لن ينتهي أيا كانت التحديات والنتائج.
تعلمنا أن حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد، وأن الألف ميل تبدأ بخطوة، ونحن لا نزال في الخطوات الأولى رغم مرور تلك السنوات الماضية، لم نفقد تلك البوصلة، أيًا كانت التحديات والضغوطات الكبيرة، ما نزال نتمسك في هذه الأهداف والثوابت الراسخة من روح وأفكار وتصميم وعزيمة لن تنتهي، ورثناها من شهداء ثورة البوراق محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير، ما نتغنا في تلك المسابقة نحو الاستشهاد وما يزال عز الدين القسام قائد ثورة 36 يتجسد في روح المقاومة، وما يزال روح القائد الرمز أبو عمار ورفاقه أبو إياد صلاح خلف وأبو الهول وماجد أبو شرار وسعد صايل وخالد الحسن، والقائد الكبير جورج حبش والقائد المتميز وديع حداد وغسان كنفاني، والعديد من القادة الكبار الذين صنعوا مجد وتاريخ مسيرة النضال هم فينا روحاً وفكراً ونهجاً وسلوكا أيًا كانت التحديات والضغوطات.
هذه ثورة الفاتح إنطلاقة فجر عام 1965، سوف تتصاعد وتستمر دون إبطاء، كما كانت بدايات تحرير فلسطين كل فلسطين التاريخية من النهر حتى البحر، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. طال الزمان أو قصر، هذه هي الأمانة والحقوق الوطنية لشعبنا لن تنتهي بتقادم أو المقايضة.
Omranalkhateeb4@gmail.com