لا يهدد الإرهاب الا صانعيه ولا تشق الا صفوف الخانعين ، سيصل غدرهم الى منتهياته و تصل مقاومتنا إلى سدرتها، حينها سيكون قول فصل و فعل حاسم، فقط دققوا في وجوه الشهداء إنهم خير البرية، دماءهم الزكية سقطت بيد الله وما يسقط بيد الله ينمو… و ما ينميه الله لا خسران فيه…هذا البلد العزيز ارض مقاومة و تحدي ستضل ساحاته النشطة مخرزا في عيون أعدائه ، و كلما شمرتم سواعدكم لقتلنا ، رفعنا رؤوسنا همة و بسطنا أيادينا عطاءا ، سيضل وعينا يقلل مساحات فعلكم ، و صوتنا ينهش خياناتكم… مؤتمراتكم و مؤامراتكم في أعيننا سواء ، ننظر إليها بالإزدراء ، نقولها لكم علنا نحن لا نحترمكم و لا نقيم لكم وزنا بكل مقاييس التاريخ ، مزابله ممتلئة بأمثالكم، و لعنات الأجيال القادمة ستلاحقكم في الدنيا و ما بعد الدنيا و سنكتب على قبوركم …ماتت الخيانات معكم .
تحمل لنا أخبار الهدهد من اليمن السعيد أن الإباء خلق ليكون يمنيا ، أهله يخوضون معركة المصير و الشرف، هناك برز الخير كله أمام الشر كله ، تأبى الجباه الشامخة و الأنفس العنيدة أن تستسلم للعدو،حفظ الهدهد شعارهم و أسمعه لكل الملوك ”الموت لأمريكا الموت لإسرائيل الموت لآل سعود”، هم شخصوا عدوهم و رتبوا شعارهم وعيا و معرفة به ، نحن في مواجهتكم من الرأس الحية الى ذنبها ، من صاحب القرار إلى الأداوات …
الأداوات مجددا ، في البحرين منخفض الحكومات العربية ، من مؤتمر الصبيّ جاريد كوشنير في ورشة المنامة ، يصل الإستعمارالصهيوني إلى أعلى درجات القبح و يصل الإذعان الخليجي إلى أدنى درجات الإذلال، يريد الأمريكي إعطاء ما لا يملك لمن لا يستحق ، هذا المؤتمر هو عبارة عن سوق نخاسة يصبح فيه الوطن و الشعب عقارا للبيع ، تحدث الصبيّ أمام جمع من المسؤولين العرب و كأنهم قطيع من الأغبياء و الجهلة ، الوطن مقابل الإستثمارات، ٥٠ مليار دولار لإسقاط حق العودة و توطين اللاجئين في الأوطان البديلة(لبنان-الاردن-سيناء)، الهدف القفز فوق التاريخ و الجغرافيا و إنهاء الكلي للقضية الفلسطينية ،هذا المكلف من الحركة الصهيونية يغيب عليه أن من صفقوا له لا يمثلون شعوب المنطقة ولا هم قادرون على تحديد مصيرها .
هذا المصير ينجز رويدا رويدا في تونس ، يراكم هذا الشعب العظيم التجربة تلو الاخرى ، نشهد له بساحاته النشطة في رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني و المطالبة بسن قوانين تجرمه(أي التطبيع)، و تنديده و شجبه القاطع لما يجري في البحرين … علاوة على مساهمته في التدرج الديمقراطي إنطلاقا من منظماته الاجتماعية و أحزابه الوطنية التي تناضل لإصلاح المشهد السياسي حتى يكون مصير الشعب بيده فقط ، و لأن هذا الشعب يقترب من تجربته الإنتخابية الثالثة في موفى شهر أكتوبر المقبل من سنة ٢٠١٩، و التي من المفترض أن تتجاوز فيها الدولة الكثير من الاشكاليات …أهمها تثبيت المسار الديمقراطي كخيار وطني يستحيل العودة بعده الى الدكتاتورية ، إيضافة إلى الإنتهاء من المرحلة الإنتقالية مع بعض النواقص اهمها الفراغ المؤسساتي الذي خلفه غياب المحكمة الدستورية .
تأتي الاخبار الحزينة و يسجل الارهاب حضوره …هذا الارهاب الذي هو جزء من حملة تنتهي بصبر الآراء ، لا حظوا الاتجاهات التي سيسلكها الاعلام في تحاليله و زوايا النظر التي ستعتمد في قراءة الاحداث الاخيرة ، الاخطر من الارهاب هو الاستثمار السياسي للارهاب ، لفرض أجندا بعينها ، ينكمش الشعب فيها و يهدء صوته لصالح الامن و الاستقرار .الارهاب وسيلة بيد النافذين و أصحاب القرار يستعملونه لفرض أولوياتهم و خاصة توجيه الناس إلى حيث يريدون .فقط فثشوا عن المستفيد كما أخبرنا هدهد اليمن .