أكد المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية رجة قوية داخل مختلف الفاعلين والأوساط وقلبت رأسا على عقب حسابات الأطراف التي تشكل الطبقة السياسية المهيمنة بطرفيها الحاكمة والمعارضة لأنها وضعتهم أمام مشهد جدد ومختلف تماما عما رسموه لأنفسهم وكانوا مطمئنين إليه ولهذا جاءت الانتخابات لترسم خطا فاصلا ما قبل 15 سبتمبر ومابعده.
وقال الجورشي في حديث لجريدة البيان نشرته بتاريخ اليوم الاثنين 30 سبتمبر 2019، إن نبيل القروي يمثل إشكالا خاصة لدى ما يسمى بالعائلة الوسطية لأن هذه العائلة وخاصة يوسف الشاهد وحزبه قد دخلت معركة مفتوحة ضد القروي وهاجمته وأيدت ايقافه بتلك التهم الخطيرة، مضيفا ”لكن بعد النتائج وصعود نبيل القروي ارتبكت هذه العائلة لأنها وجدت نفسها بين خيارين أحلاهما مر، فمن جهة قيس سعيد الذي شكل نجاحه صدم عنيفة بحكم أنه مناقض في توجهاته لمصالح العائلة الوسطية وكذلك نظرتها إلى الحكم، ومن جهة أخرى بدا لهذه العائلة أن نبيل القروي لا يمثلها من الناحية الاخلاقية والسياسية، وأنها إذا ارتبطت به ستواجه تحديات كبيرة خاصة وأن الحكومة اعتبرته غير مستقيم أخلاقيا، ومن هنا جاء هذا الحرج وهذه الحيرة لأنها عندما تنحاز الآن لنبيل القروي يجب أن تتحمل تبعات ذلك على الصعيد الشعبي والسياسي”.
النهضة لم تستطع رغم براغماتية قيادتها أن تصطف خلف نبيل القروي
وبخصوص مساندة حركة النهضة لقيس سعيد أكد الجورشي أن الحركة لم تستطع رغم براغماتية قيادتها أن تصطف خلف نبيل القروي، لأنها لوفعلت ذلك لدخلت في أزمة أكبر مما تعانيه اليوم، لأن قواعدها غير مستعدة لإسناد القروي ومنحه أصواتها، ولهذا وجدت نفسها مدفوعة رغم خلافاتها مع قيس سعيد لإعلان مساعدته والقوف إلى جانبه.
أضاف المحلل السياسي أن المشكلة الكبيرة التي تواجهها النهضة بعد خسارتها في الحيلولة دون أن تنعكس ذلك على حظوظها في التشريعية لأن المؤشرات تدل على أن النهضة قد تتعرض لهزة قوية في الانتخابات البرلمانية.