بقلم محمد إبراهمي |
بعد تسع سنوات على ثورة الحرية و الكرامة أصبحت فوضى سياسية و إجتماعية عارمة أبرزها خطاب الكراهية و المحاصصة الحزبية و المصالح الضيقة أصبحت ظاهرة سياسية معقدة ومركبة، تفاقمت و شكلت آفة انتشرت و أصبحت حرية مطلقة بلا ضوابط أخلاقية و دون قوانين رادعة٠٠
هذا الوطن أصبح في حاجة لرقية شرعية او عصى سحرية و ربما يحتاج لمعجزة إلهية، ماهذا الإستهتار والغباء السياسي الذي يأخذنا إلى نفق مظلم و يجرنا إلى مالايحمد عقباه٠٠
هل لي ان أسأل كيف سنخرج من عنق الزجاجة المتعفنة؟ ومن القادر اليوم على إعادة البلاد لمسارها والخروج من هذا المأزق السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي ؟
ضباب كثيف يخيم على مشهد تشكيل حكومة الفخفاخ و يحتدم الصدام بين حركة النهضة و الفخفاخ و أعلنت الحركة قبل ساعات من عرض رئيس الحكومة المكلف حكومته المقترحة، سحب مرشحيها من الوزراء بسبب خلافات حول مشاركة حزب قلب تونس الذي استبعده الفخفاخ من المفاوضات و قررت عدم منحها الثقة و هذا يضع الفخفاخ في مأزق سياسي و طبقا للدستور التونسي، فإن الفخفاخ ملزم بعرض حكومته ونيل ثقة البرلمان في أجل لا يتجاوز الشهر،
و لا يزال المشهد السياسي معقد واعادة الإنتخابات التشريعية في هذا الظرف الذي تمر به البلاد كارثة على تونس و تبقى كل السيناريوهات و الفرضيات محتملة في منح الثقة لحكومة الفخفاخ من عدمها ٠٠ الخلافات السياسية أوقعت رئيس الجمهورية في حرج كبير، ولا يريد أن يكون في خط مواجهة مع بعض الكتل السياسية و الأحزاب ٠٠
أرى أن بعض القوى ما زالت متمسكة بخياراتها وتحاول فرض شخصيات من داخل بنيتها السياسية للحفاظ على مصالحها حتى إن قاد ذلك إلى تازم الوضع السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي المتدهور و ذلك لاختيار رئيس حكومة وفق مقاساتها.
إﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﺳﻴﺮا ﻹﺳﺘﻔﺮﺍﺩ ﻓﺌﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻭﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ و على النخبة السياسية ان تغلب المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية الضيقة و يرتقوا إلى تغير جديد و بعقول جديدة و مسار عقلاني ناضج منبعث من روح وطنية و نكران الذات و الأدوار بعزيمة عالية تصب في مصلحة الجميع.. إلى متى يتصارع هؤلاء الساسة من أجل مكاسب شخصية رخيصة و آنية على حساب هذا الوطن المنكوب بنخبته المتآمرة عليه قبل تعمق ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭتزيد ﺗﻌﻘﻴﺪﺍﺗﻬﺎ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺑﺎﻫﻀﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﻔﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻟﻠﺸﻌﺐ و سياسة لي الذراع و الإبتزاز السياسي..
سقطت الأقنعة و إنكشفت الوجوه و لا أحد يستطيع ان يلقي بلومه على الجملي او الفخفاخ و حتى و إن سقطت حكومة الفخفاخ فقد سقطت معها أقنعة الطبقة السياسية المفلسة و غلبت مصالحها الشخصية على مصلحة الوطن العليا و الشعب سيكون بالمرصاد لكل من تخول له نفسه الإنحراف بمسار البلاد، و على الفخفاخ ان يتصرف بحكمة و عقلانية و لا يرضخ للإبتزاز السياسي و يعيد توسيع الحزام السياسي من خلال تركيبة حكومته و لا أحد يريد ان يكون في مكانك في هذا المأزق الذي سقطت فيه كل الأقنعة و انكشفت وجهوهم للشعب٠٠ و ان أعيدت الإنتخابات فالعقاب سيكون بالصندوق و عندها يقول الشعب يريد مشهد جديد!!
في إعتقادي كل السيناريوهات محتملة ولكن لن يكون سيناريو إعادة الإنتخابات التشريعية و بعيدا عن المصالح الشخصية لقد كان للجملي و للفخفاخ دورا مهما في إنكشاف الأقنعة و ضهرت النفوس المريضة فشكرا لكم ٠٠
يبقى السؤال مطروحا : على ماذا تبحث النهضة؟
وماهي السيناريوهات و الفرضيات المحتملة و إلى أين تتجه البلاد؟
ناشط سياسي