اليوم السادس من تشرين الأول، حيث تتجدد في الإرادة والذاكرة وقائع وحقائق حرب تشرين التحريرية، قبل 47عاماً، حيث انتصر الحق على الباطل، فكان المنعطف الكبير في زمن وجد العدو الصهيوني نفسه ووجوده في هزيمة عصفت بكيانه الغاصب الغاشم.
في حرب تشرين ارتفعت عالياً إرادة التحرير، بل إرادة المقاومة، وسطعت شمس التحدي في منازلة شهد العالم أجمع أننا قادرون ونمتلك كل مقومات النصر على عدو غير قادر على المواجهة، وعاجز عن الحفاظ على احتلاله لأرضنا ومقدساتنا. هي حرب فتحت أمام كل العرب آفاق نفض الهزيمة والانكسار، ورفض الاستسلام أو المساومة على أي حق عربي، ففي الميدان سطّر الجيش العربي السوري أروع الأمثلة في البطولة والفداء والتضحية، ولم يستطع العدو الصهيوني الانفلات إلا حين هرعت الولايات المتحدة الأميركية لإنقاذه بمخططات أرادت تحويل النصر العسكري وعلى كل جبهات القتال إلى مشاريع لا تخترق هذا الانتصار فحسب، بل أيضاً تفرض الاستسلام، ولتتحول إنجازات حرب تشرين إلى “رضوخ” سياسي أن لم يكن استسلاماً لمخططات تفريغ النصر العسكري من مضامينه ومخرجاته السياسية بإنهاء الاحتلال وإلحاق الهزيمة الكاملة بالعدو الصهيوني، بتحرير الأرض، واستعادة الحقوق.
أجل أردناها حرب تحرير، ومازلنا، لكن هناك من أرادها “حرب تحريك”، وشهدت الأرض حرباً مكملة وعلى جبهة الجولان، هي حرب استنزاف على امتداد مئة يوم من توقف جبهة سيناء عن إطلاق النار، ولتظل على مدى الزمن دروساً ومعاني وعبر مواجهة العدو الصهيوني ماثلة وحية، بل متجددة على أن إرادة المقاومة هي الأعلى، وهي الأقوى، وهي التي ينبغي التمسك بها ونحن نرنو بأنظارنا وأفئدتنا إلى حرب تشرين التحريرية عام 1973. ولتكون دائماً تحت المجهر، حتى مع مضي كل تلك السنوات والعقود، لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
في الذكرى السابعة والأربعين لحرب تشرين التحريرية نجدد العهد بأن نظل متمسكين ببوصلة صنع مستقبلنا الوطني والقومي بكل أملٍ حيث لا حل للصراع العربي- الصهيوني إلا بتحرير الأرض واستعادة الحقوق المغتصبة كاملةً.