من الواضح انه يوجد كثير من اللغط هذه الأيام عن مواجهة نووية مع أن طوال أربعة عقود من الحرب الباردة لم يتكلم أى من الطرفين عن مواجهة نووية. والفرق أنه فى أيام الإتحاد السوفيتى كان يوجد حزب شيوعى قوى بمكتب سياسى ذو سلطة يستطيع إقالة رئيس الجمهورية. أما الآن فيوجد رئيس سلطوى يمسك بزمام الأمور وحزب يتبعه ضعيف لايوجد له شعبية بين الشعب الروسي . ولذلك يمكن أن ينفرد ” الرئيس الروسي” بالقرار بدون أن يستطيع أحدً ممن حوله معارضته خوفا من بطشه بهم ، ولايمكن أن تقرر أى أغلبية لها حرية القرار أن توافق على شن حرب نووية لان الكل خسران بعد الحرب التى ستدمر العالم كله وربما القضاء على البشرية بالشتاء النووى الذى يعقب انفجار/ 200 / قنبلة نووية،( يوجد أكثر من 4 الآف قنبلة فى الدول النووية) فيأتى على الأخضر واليابس لحجب الشمس وعن المزروعات لأشهر طويلة ينتج عنها مجاعة لكل البشر لعدم وجود حصاد من الحبوب . وويل للدول التى ترضى أن يحكمها حاكم سلطوى يخرب الدولة بالقرارات الفردية ويجعلها فى ذيل الأمم إقتصاديا.
أما عن الجبهة الأخرى فمازال القرار جماعيا بحكومات منتخبة ولايستطيع أى رئيس فى الدول الغربية ان ينفرد بقرار شن حرب نووية لانها يجب أن توافق عليها عدة مجالس تشريعية بها آلاف من الأعضاء لايخافون من رئيس الدولة لانهم يمكنهم اقالته فى أى لحظة؛-
واستشهد بذلك بالتاريخ بما حدث في الحرب العالمية الثانية . ؟ قال ان تشرشل رئيس وزراء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها ، لايمكن ان يرتدع أى رئيس ديكتاتورى بتهديده بالقنابل النووية إذا كان عنده أيضا قنابل نووية،
أما عن سيناريوهات أى حرب نووية:
ماهى الاسباب التى تؤدى الى حرب نووية:؟؟
.أن تنتصر أوكرانيا فى الحرب ضد روسيا وهذا مستبعد لعدم تكافؤ الجيشين وإصرار الغرب عدم إعطاء أوكرانيا اسلحة تهدد به او تضرب بها الأراضى الروسية. وذلك لأن الرئيس الروسي سيضطر الى استعمال السلاح النووى على الأقل منه التكتيكى الذى يبلغ قوته التفجيرية عشر واحد من قنابل《 هيروشيما ونجازاكي》 لتدمير أوكرانيا ورضوخها للإستسلام….
ثانيا ؛-. حادثة غير مقصودة من أحد الطرفين من إرسال صاروخ يحمل رأس نووى أو سقوط إحدى طائرات (52, 😎 والتى تحمل قنابل نووية وتجوب أجواء العالم أو اطلاق صاروخ نووى من إحدى الغواصات التى بها صواريخ تحمل رؤوس نووية بطريق الخطأ. وهذا السيناريو مستبعد تماما.
ثالثا ؛-.إستمرار الضغط الاقتصادى على روسيا بالعقوبات من الغرب مما يؤدى الى اشعال المظاهرات فى روسيا نتيجة لتردى الأحوال المعيشية ونتيجة ليأس الرئيس الروسى من رفع العقوبات الاقتصادية عليه من الدول الغربية والذى سيتهمها بالمتسبب فى إنهيار الاقتصاد الروسي ومحاولة إقصائه من الحكم ومحاكمته وإعدامه فيجد أنه لامخرج له لإنقاذ حياته ونظامه السلطوى الا بشن حرب نووية محدودة لإقناع الدول الغربية برفع العقوبات خصوصا انه يعلم ان أمريكا لن ترد إطلاقا بحرب نووية لآن بها هلاك العالم كله بما فيها أمريكا. ولذلك ليس من مصلحة الدول الغربية وبالذات أمريكا من استمرار العقوبات الاقتصادية ضد دولة نووية كبرى مثل روسيا . وعليها ان تبحث عن طريقة أخرى غير العقوبات الاقتصادية المحفوفة بالخطر لتحقيق أغراضها من امتثال النظام الروسي للنظام العالمى من حيث عدم تهديد الدول المجاورة له.
ولكن ماهو رد الدول الغربية وبالذات أمريكا إذا حدث وأطلقت روسيا قنابل نووية عليها او على أحد حلفائها؟
أول سيناريو محتمل جدا – أن لاتعمل شيئا ولاترد حتى لاتدخل فى حرب عالمية ثالثة تقضى على الأخضر واليابس وترفع العقوبات الاقتصادية على روسيا المتسببة فى إشعال الحرب.
السيناريو الثاني ؛- .أن ترد على ذلك بالأسلحة التقليدية وهذا لن يمنع اشعال حرب نووية فى حالة هزيمة أحد الطرفين.
ثالثا ؛- ترد أمريكا بقنابل نووية مماثلة وهذا مستبعد أيضا لأن العقلاء فى المجالس التشريعية بها لن يوافقوا على هذا السيناريو لأنه من باب الجنون. !!!
كاتب مصري ومتخصص في علم الجغرافيا السياسية “