الإثنين , 25 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

كتب هيثم صالح: إفريقيا وصراع المستقبل!!

إفريقيا منجم الذهب الذي حفر فيه الغرب عقوداً طويلة بل قروناً واستأثر بكل ثرواتها، واستعبد شعوبها، وظن أنه لن ينافسه عليها أحد، ولو حتى في خياله.
اليوم يحتدم التنافس على إفريقيا بين أقطاب صاعدة وأقطاب استعمارية قديمة ولكل من الجانبين أهدافه الخفية والمعلنة.
من الأقطاب الصاعدة جمهورية الصين الشعبية، التي عملت خلال العقدين الماضيين بهدوء ورزانة على كسب ودّ العديد من الدول الإفريقية على أساس المصالح المتبادلة والمنافع المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، الأمر الذي جعل كفة الصين ترجح لدى العديد منها، ولاسيما أن هذه الدول عانت ما عانته من الحقبة الاستعمارية والنهب المبرمج من الدول الغربية وخاصة فرنسا وبريطانيا.
بعد انكفاء الحقبة الاستعمارية بطابعها العسكري وجد الأفارقة أنفسهم أمام شكل جديد من الاستعمار الاقتصادي والمالي والسياسي بطريقة منمقة لم تخفِ الوجه القبيح للغرب وأطماعه بالثروات الهائلة لإفريقيا ومساهماته في تعميق حالة الفقر والجوع والتخلف للحفاظ على مكتسباته ونفوذه.
من يتابع ما يجري في العديد من الدول الإفريقية حالياً، يجد أن شعوب هذه الدول قد أعلنت تمردها على الشكل الاستعماري الجديد في محاولة جريئة للتخلص منه نهائياً، كما هي الحال في مالي التي أعلنت قيادتها الجديدة صراحة عدم الرغبة في الوجود الفرنسي على أراضيها تحت أي مسمى، واستبداله بحلفاء جدد تحكم علاقاتهم الندّية والمنفعة.
في آخر التقارير الإحصائية العالمية تبين تراجع النفوذ الاقتصادي الفرنسي في إفريقيا من 11% إلى 4% خلال العشر سنوات الماضية، في حين تقدم النفوذ الاقتصادي الصيني من 11% إلى 18% خلال الفترة نفسها حتى وصل حجم التجارة بين الجانبين الصيني ودول القارة إلى 254 مليار دولار خلال عام 2021، و282 مليار دولار خلال عام 2022.
في المحصلة، وإن كان النفوذ الصيني يأخذ طابع الاقتصاد والتعاون السياسي والثقافي بشكل رئيسي، فإنه لا يمكن غضّ الطرف عن النفوذ الروسي الذي يأخذ الطابع العسكري والتقني مقابل التراجع المطّرد للغرب وعدم القدرة الأمريكية على مجاراة القطبين الخصمين لها «روسيا والصين»، فهل ستحدد إفريقيا صراع المستقبل؟.

شاهد أيضاً

فرنسا في السنغال زرعت الريح.. هل تحصد العاصفة؟…بقلم م. ميشيل كلاغاصي

أوقات عصيبة شهدتها مؤخراً ستة دولٍ في القارة السمراء, وبدا المشهد وكأن عجلة الإنقلابات تتدحرج …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024