أصمّ الغرب والولايات المتحدة الأمريكية آذان العالم بالدعم العسكري المقدم لأوكرانيا، بهدف إلحاق هزيمة إستراتيجية ساحقة بروسيا، وقد أفردت وسائل الإعلام الغربية مساحات واسعة للحديث عن هذا السلاح الخطر، وخاصة دبابات «ليوبارد 2» الألمانية و«أبرامز» و«برادلي» الأمريكية، وغيرها من المدرعات الفرنسية والبريطانية والعديد من مدرعات دول حلف شمال الأطلسي.
لا نريد أن نقلل من خطورة السلاح الغربي المقدّم لأوكرانيا، فهو يطيل أمد الحرب التي تلحق خسائر كبيرة بكلا الجانبين الروسي والأوكراني، كما أنه ذو فاعلية عالية جداً لدرجة أنه يعد فخر الصناعة العسكرية الغربية والأمريكية، وقد زوّد الغرب أوكرانيا بكميات كبيرة من هذه الأسلحة لتمكينها من شنّ الهجوم المضاد على القوات الروسية في المقاطعات التي عادت للسيادة الروسية ومنها شبه جزيرة القرم.
المهم في الأمر أن البروباغندا الأطلسية سوّقت هذا السلاح ومدى قوتة وتأثيره لفترة طويلة بهدف آخر إضافي هو إضعاف الروح المعنوية للقوات الروسية وبثّ روح الهزيمة في نفوس الجنود الروس لتكون الحرب النفسية هي السلاح الأول، وتأتي بعدها الحرب العسكرية بالسلاح الغربي، كما هي العقيدة العسكرية الغربية المتبعة منذ تسعينيات القرن الماضي.
عندما اعتقد الغرب أن الوقت قد حان لشنّ الهجوم المضاد ضد القوات الروسية، وبدأ فعلاً الهجوم العسكري لم يعِ هذا الغرب ومعه الولايات المتحدة الأمريكية صدق الجانب الروسي بأن هذا السلاح مهما بلغ من قوة لن يحدث فارقاً كبيراً سوى إطالة أمد الصراع، وأن السلاح الروسي سوف يتغلب عليه بسهولة، وقد وقع الجيش الأوكراني ضحية البروباغندا الإعلامية الغربية ودفع الثمن غالياً منذ الأيام الأولى من الهجوم المضاد.
عشرات الدبابات ومئات المدرعات الأطلسية وآلاف الجنود الأوكرانيين كانوا ضحية هذه البروباغندا، حتى اصطلح على نتيجة معركة اليومين الماضيين بمجزرة الدبابات الغربية.
الخداع الغربي ورّط أوكرانيا في الحرب مع روسيا، وورّطها بإمكانية النصر عليها، وسوف يورّطها إذا ما استمرت في تصديقه بالهزيمة الساحقة والتفكك والزوال عن الخريطة العالمية، فهل يعي الأوكرانيون حجم الخداع الذي أوقعهم به الغرب، أم إنهم سيستمرون في هذه الحرب حتى آخر جندي أوكراني !؟