في كل مرة يحشر فيها كيان الاحتلال الإسرائيلي في الزاوية ويتعرض وجوده لخضات، يلجأ رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو للاستعراض الإعلامي والاستقواء بـ«منجزات» تأتي دائماً مرتبطة بتوقيت المرحلة الراهنة وتأمين حاجات داخلية، وبذلك تنحصر «أهميتها» فقط بالنسبة للكيان إن كان لها أهمية.
«انتشاء» نتنياهو بفرحة «نجاح» تجربة إطلاق صاروخ «حيتس3» الاعتراضي في ولاية آلاسكا الأمريكية كما لو أنه «نصر عظيم» تنطوي على الكثير من المعاني والدلالات والرسائل وهي:
أولاً: لا يخفى أن نتنياهو المأزوم داخلياً والمقبل على انتخابات في أيلول/سبتمبر القادم بحاجة إلى ما يرفع قاعدته الانتخابية ومستوى الدعم داخل الشارع الإسرائيلي المحاط بعدة عوامل تهدد وجوده والمرتبطة جميعها بالمقاومة وقدراتها الردعية.
ثانياً: وهو ما يرتبط بالأول يحاول نتنياهو تقديم صورة حول جاهزية «الردع الإسرائيلي» بما يضمن أمن كيانه، ولاسيما بعد «خطاب الخريطة» للسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، والذي يسمع صدى تبعاته داخل الكيان لليوم.
ثالثاً: يرتبط في سياق التصعيد والتوتر في المنطقة فاستعراض «القوة» الإسرائيلية يراد منه القول: إن «تل أبيب» جاهزة للحرب إن وقعت كونها أحد وأبرز أطراف معسكر العدوان.
الاستعراض الإسرائيلي الذي تم بحضور السفير الأمريكي لدى «تل أبيب» ديفيد درومان كما يعكس حال التماهي بين الكيان وواشنطن والتخندق في خندق واحد، عكس في الوقت عينه حال القلق الذي ينتاب الكيان من قدرات المقاومة ولاسيما أنه أتى في توقيت المعادلات الردعية والنوعية التي تفرضها المقاومة بكافة أطرافها.
استعراض «نجاح» تجربة الصاروخ يذكرنا بغيرها من الاستعراضات العبثية التي يحاول نتنياهو في كل مرة من خلالها إثارة زوبعة إعلامية للتهويل وتضخيم الحدث ثم يخمد وينطفئ كأنه لم يكن.
كيان الاحتلال بحاجة لتصدير ما يبدو أنه إنجاز, فالساحة السياسية الإقليمية والدولية والعالمية باتت مزدحمة بالمتغيرات والمعادلات الجديدة، كما أن حلفاء الكيان يعيشون أزمات داخلية وهذه كلها عوامل تؤثر على موقع الكيان.
بطبيعة الحال الاستعراض لن يؤثر في طبيعة المشهد ولن يبعد عن الكيان القلق الذي يرافقه كما لم ولن يؤثر على إنجازات المقاومة المتراكمة والمستمرة.