كشف موقع “ميفزاك لايف” الصهيوني أن هناك ارتفاعًا في نسبة مراجعات جنود العدو ومقاتليه المسرّحين في عيادة معالجي وزارة الحرب التابعة لقسم الصحة النفسية في مستشفى “رمبام” في حيفا، وذلك بسبب اضطراب ما بعد الصّدمة النفسية عقب تفاقم الأعراض.
وبحسب كلام خبراء العيادة، المحفّز في هذا الموسم هو ذكرى حرب لبنان الثانية وعملية “الجرف الصامد” اللتان حصلتا خلال هذه الأشهر من السنة (الأولى في تموز2006 والثانية في تموز2014)، إذ يسترجع هؤلاء الجنود تجارب صادمة من سنين مضت.
وأوضح “ميفزاك لايف” أن حوالي 720 شخصًا يتم علاجهم في هذه العيادة، وهذا الرقم يظهر زيادة بنسبة 75% في العقد الأخير، وقد تبيّن بعد التشخيص أنّ نص هؤلاء لديهم حالة تسمّى بـ”PTSD” غالبًا على خلفية القتال.
ومن بين الذين يخضعون للعلاج مقاتلون من كافة الحروب، بعضهم أُصيب في “حروب الإستنزاف”، “الأيام الستة”، و”يوم الغفران”، مرورًا بمن أصيبوا في حرب لبنان الأولى، في سنوات القتال في جنوب لبنان، في الإنتفاضة الأولى والثانية، حرب لبنان الثانية، وحتى عملية “الجرف الصامد”، وفق ما جاء في الخبر الصهيوني.
وأوضحت أخصائية علم النفس السريري المسؤولة عن عيادة مرضى شعبة التأهيل في وزارة الحرب في القسم النفسي التابع لـ”رامبام” ياعل كسبي أن “من بين المحفّزات القوية لتفاقم أعراض ما بعد الصدمة النفسية الذكرى السنوية للحوادث الصادمة، والفترات التي يوجد فيها شعور بجهوزية أعلى للمؤسسة الأمنية”.
وأضافت “وصل إلى العيادة مرضى جدد عقب حرب لبنان الثانية، حيث أن التهديد على المنزل الذي خَبِره سكان الشمال يحفّز عندهم تجارب صدمات نفسية قديمة، جرّاء حوادث القتال التي شاركوا فيها سابقًا”، وتابعت “حين بدأت إنتفاضة السكاكين في أيلول 2015، وفي فترات تُسمع فيها أصوات طائرات سلاح الجو خلال ساعات النهار، توجد موجة مراجعات للعيادة من معالَجين قدامى عقب تفاقم الهلع وصعوبات في النوم وبروز ذكريات مرتبطة بحوادث الماضي، وتضّرر الأداء اليومي في العمل”، على حدّ تعبيرها.
وأردفت “هناك ارتفاع بنسبة المراجعات الواردة الى العيادة من خارج المواعيد المحدّدة مسبقًا في الفترة الأخيرة في ارتباط مباشر بالحوادث الأمنية في الجنوب والشمال.. من أجل مواجهة هذه المتطلبات، نقيم عيادة طوارئ يوميّا حتى الظهر، تُديرها ممرّضات متخصّصات بالطب النفسي تحرصن على تقديم استجابة لهؤلاء المرضى، بدون موعد، خلال ضغط العمل الجاري. هكذا تساعد المتوجّهين على مواجهة محنتهم إلى حين موعدهم لدى الطبيب”.
بدوره، يشير مدير الجهاز النفسي في رامبام ومن قاد سابقًا قسم الصحة النفسية لسلاح الطبابة أيال بروختر الى معالجة أشخاص على خلفية نفسية أو من هم معروفون بالعجز عقب إصابة نفسية”.