يوم 17من إبريل /نيسان حملة التضامن من الأسير الفلسطيني، هذا التضامن يتفاعل في محطات متعددة الجوانب، والجانب الأول هو الأسرى والمعتقلين في تغيير قواعد النظام الفاشي العنصري، الذي يتم تخصيصه للمناضلين في سجون ومعتقلات الاحتلال الاسرائيلي ، حيث لا يتم معاملة الأسرى والمعتقلين وفقاً لاتفاقية جنيف التي تتضمن معاملات الأسرى والمعتقلين أثناء فترة الحرب وفي مناطق الاحتلال، ويعلن الاحتلال بشكل واضح أن إتفاقية جنيف حول التعامل مع الأسرى لن يتم تطبيق ذلك عليكم.
ما يدفعني التأكيد حين تم إعتقال آلاف من الفلسطينيين واللبنانيين و السوريين، ومن العراق ومصر واليمن والسودان وجنسيات من دول إسلامية مثل باكستان وبنغلاديش وتركيا، كل هؤلاء كانوا في صفوف الثورة الفلسطينية وتم إعتقالهم خلال الاجتياح الإسرائيلي في صيف حزيران عام 1982، حيث تم نقلهم من مناطق الاحتلال الإسرائيلي في المناطق اللبنانية تحت الإحتلال إلى سجون ومعسكرات الإعتقال في داخل مناطق الاحتلال في فلسطين المحتلة وهذا لا يجوز وفقاً للاتفاقية جنيف .
ولقد تم تحويل المعتقلين من الأسرى إلى مجرد إرقام، وفرض نظام صارم من العقوبات، تبدأ من لحظة الإعتقال مروراً في كل المحطات الأخرى التي يخضع، وهي سلسلة من وسائل التعذيب الجسدي والنفسي والعزل عن العالم..هذه المعسكرات للمعتقلين، التي أقيمت في سهول مرج ابن عامر، إضافة إلى بركسات الإعتقال والأسلوب الإجرامي قد تجاوزات معسكرات الإعتقال النازي الجيستابو، فقد تفوق الاحتلال الاسرائيلي على الفاشية والنازية وخاصة في معسكرات الإعتقال في إنصار جنوب لبنان، حيث تم تحويل منطقة أنصار إلى سلسلة من معسكرات الإعتقال النازي، لذلك لا أستطيع أن أفصل الأسير الفلسطيني وما يعاني في سجون الاحتلال عن المعتقلين والأسرى العرب والمسلمين فإن النضال من أجل فلسطين قضية لا تتعلق في الشعب الفلسطيني فحسب وإنما كل الجماهير الشعبية العربية والإسلامية وكل المؤمنين في مقاومة المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري ، الذي يشكل تهديد مباشر للأمن القومي العربي ولكل إحرار العالم.
والجانب المهم أن الأسرى والمعتقلين منذ أمد بعيد، استطاعوا بكل أقتدار الصمود في مواجهة إدارة السجون لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي من خلال فرض إرادتهم، وتغير وتحسين أوضاعهم في المعتقلات وتحويلها إلى مدارس في البناء الفكري والسياسي والتنظيمي والأمني، إضافة إلى الدراسة والتعليم بما في ذلك التعليم العالي والبحث العلمي؛ لذلك يمتاز الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في هذا التحول ، بفرض نظامه على إدارة السجون لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي والتفاوض على متطلباتهم الحقوقية وإنتزاعها من نضالهم الدؤوب وخاصة سلسلة من الإجراءات ومنها الإضراب عن الطعام، ونقل معاناتهم إلى الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والحقوقية وتداول قضايا الإضراب مختلف وسائل الاعلام وطرحها أمام المجتمع الدولي ومختلف البرلمانات في دول العالم، لذلك فإن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي تشكل عامل وهاجس يطارد الاحتلال الاسرائيلي في وسائل الإعلام وحقوق الإنسان على كافة المستويات.
لذلك فإن من الضرورة أن يتم عقد مؤتمر دولي يتناول قضايا الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وخاصة الأسيرات والأطفال القاصرين والحجز المنزلي بحق الأطفال الفلسطينيين، إضافة إلى قضية الإعتقال الإداري حيث يتم الإعتقال دون توفر تهم أو تحت بند الإعتقال الاحترازي ويتم تمديد فترة الإعتقال كل 6شهور، لذلك وفي الإطار التضامني مع الأسرى والمعتقلين.
ندعو إلى عقد مؤتمر دولي في مقر الجامعة العربية، وسبق أن تم عقد مؤتمر دولي في العاصمة الجزائرية عام 2010بدعوة من مؤتمر الأحزاب العربية والمنتدى الدولي للعدالة والتنسيق من دائرة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية.
وعقد مؤتمر للأسرى والمعتقلين في العاصمة العراقية بغداد وقد تحمل العراق كافة تكاليف المؤتمر والدعوات والإقامة،
وعقد مؤتمر للأسرى والمعتقلين في العاصمة الأردنية عمان، من دائرة شؤون الأسرى والمحررين، لذلك عقد مؤتمر الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي العنصري..أصبح ضرورة عاجلة تناول التحديات التي تواجه حياة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وخاصة بعد فقدان العديد منهم داخل سجون الاحتلال بسبب الأهمال الصحي والعلاج لمن هم يعانون الأمراض المزمنة والخطيرة، إضافة إلى إنتشار فيروس كورونا حيث تم نقل الفيروسات عبر السجانين والإهمال وعدم توفير الخدمات الصحية للمعتقلين. ويتوجب ذلك الأمر الإفراج عن كبار السن والمرضى.
وتحسين أوضاعهم في المعتقلات وسجون والعمل على إلغاء التوقيف الإداري الذي يتنافى مع حقوق المواطنين تحت الإحتلال وفقاً للقانون الدولي، الحرية للأسرى والمعتقلين، والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي العنصري.
بكم تستمر المسيرة وتنتصر إرادة
شعبنا الفلسطيني العظيم.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com