الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

السياسة الاستراتيجية الامريكية بعد اعلان الانسحاب العسكري من الشرق الاوسط

ان التواجد في الشرق الأوسط هو ضرورة للولايات المتحدة الامريكية لحماية إسرائيل لكنه ليس أولوية في حد ذاتها انما تبرز الأولوية في مكان اخر.

ذلك ان مصلحة أمريكا في ” أفباك” أي الثنائي الافغاني-الباكستاني. فالتفكير في البقاء في افغانستان يلبي شروطا موضوعية لم يقدر الأمريكي على تثبيتها غرب إيران فانتقل إلى شرقها. السؤال المطروح هنا لماذا لم يعد غرب إيران أولوية بالنسبة لأمريكا؟

هناك عدة أسباب لهذا الخيار يمكن استعراضها في نقاط دون الدخول في تفصيلها الذي بإمكاننا التوسع فيه فيما بعد. أولها قوة الوجود الايراني في الشرق الاوسط من العراق إلى لبنان عبر أذرعه العسكرية في المنطقة والتي تتمثل في فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية. ثانيا اي تفكير في زعزعة استقرار إيران غربا ينعكس سلبا على امن الكيان الصهيوني أي إسرائيل. ثالثا الانتقال شرق إيران مع تفويض شبه اكيد للروسي يضعف الحاجة الاقليمية (سورية) للحضور الايراني غربا.

رابعا فشل امكانية التصويب على إيران من مسافة الصفر (كردستان) كما هو الحال بالنسبة لما يمكن ان تقوم به إيران ضد إسرائيل من بوابة(لبنان) مثلا. هناك العديد من الفوائد في نظر الغرب بشكل عام او الولايات المتحدة الامريكية، بداية بالجغرافية التاريخية، مع امكانية التحرك واللعب وسط المثلث الافغاني على التوازنات المقبلة بين الثلاثي الروسي-الصيني-الإيراني. أيضا “رعاية التنافس” الهندي- الباكستاني عبر البوابة الافغانية والمشاكل العالقة (كشمير) مثلا. اللافت ان باكستان تمنح امكانية التصويب على إيران من مسافة قريبة. لكن مع تنامي القوة الإيرانية لا يسمح موضوعيا للباكستان ان “يرتاح” لشراكة عميقة ومتبادلة الثقة معها.

الانتقال شرق إيران بالأساس لتجنب الارتدادات السلبية على المواجهة غربا ووضع خطط لإمكانية تحقيق إنجازات على الأرض من شأنها ارباك الداخل الإيراني وتوريطه في مواجهة من الجهة الغربية. مع التأكيد على الدعم والتمويل الخليجي للجماعات كما للحكومات (باكستان). اللافت اوجه الشبه الكبيرة والغريبة بين هجوم الكشمير والهجوم الاخير شرق إيران لكن الامضاء واحد. ومن الواضح ان هناك قرار امريكي بتوجيه ضربات لإيران يشبه الى حد كبير ما حصل في سوريا.

من الممكن اقتراح بعض التوصيات التي قد تساعد على إيجاد الحلول العملية والمنطقية لمواجهة هذا المخطط بكل ابعاده. التوجه نحو حركة “طالبان” مباشرة لوضعهم في الصورة التي تشكلت لدى إيران ومخاوفها من استعمال طالبان في زعزعة استقرار البلاد. وفتح الحوار معها وطرح إمكانية للتعاون والتشاور في مجمل الملفات المشتركة. تنشيط القيادات القاعدية الافغانية الموجودة في إيران منذ الاجتياح الأمريكي لأفغانستان. الاقتراب أكثر من الهند وتفعيل كل الملفات التي تساعد على التقارب وربط العلاقات وتطويق أي انحراف لها. طرح الخيارات الممكنة، اما المواجهة على الأرض (شرقا) او الضغط على الولايات المتحدة الامريكية غربا. بمعنى يجب التحرك نحو العراق بقوة أكثر. إذا حسمت إيران العراق فسيكون من المستحيل احتواءها غربا. فرض المعادلة التالية على الأمريكي “كلما تقدمت شرقا سرنا غربا”، وإذا اردتم “طهران مقابل تل ابيب”.

د.سهام محمد

 

شاهد أيضاً

ثنائية المقا ومة والدولة: تراكم القوة وإشكالية بناء الدولة…بقلم د. سهام محمد

لقد نشأت المقاومة في ظروف أملتها حالة الضعف في البنية السياسية للدولة، فكلما عجزت مؤسسات …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024