إنقاذ سوريا من الإرهاب والحصار والعقوبات الاقتصادية التي تمس المواطنين في معيشتهم وقوتهم وحياتهم اليومية الصحية والاجتماعية والتعليمية وبكل مرافق الحياة
آن الأوان من العرب والمسلمين ومن مختلف الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان أن تنقذ سوريا وشعبها العربي من الإرهاب المنظم والمزدوج، عشرة سنوات من ارتكاب الإرهابيين أبشع الجرائم بحق أبناء الشعب السوري، حيث تسبب ذلك في تشريد الشعب داخل سوريا وفي مختلف أرجاء العالم.
ما حدث في سوريا لم يتعلق الأمر في النظام السياسي والديمقراطية وحقوق الشعب السوري على الإطلاق، بل كان سلوك ممنهج يستهدف تصفية أركان الدولة السورية والإنتقال إلى تقسيم الدولة الوحدة إلى دويلات وطوائف ومذاهب وقبائل، تقاتل بعضها البعض اي تقسيم المقسم، وما حصل في سوريا والعديد من الدول العربية بدأنا من العراق إلى تونس ومصر وليبيا واليمن والسودان يأتي في سياق إخضاع الدول العربية ليس فقط في التطبيع مع “إسرائيل” بل ان تصبح هذه الدول العربية خاضعة بشكل شمولي للإرادة الأمريكية الإسرائيلية، لن تشكل الإدارة الأمريكية الجديدة تغير جوهري في سلوك ونهج في الأهداف الاستراتيجية في المحيط العربي
سنوات طويلة من الإرهاب المنظم والمزدوج على سوريا، لم تتوقف بل تم إضافة العقوبات والحصار الإقتصادي بشكل شمولي والتي تتزايد يوماً بعد يوم مما تسبب بأوضاع كارثية على كافة الأصعدة والمستويات على الشعب السوري.
سوريا الدولة العربية المؤسس في جامعة الدول العربية وفي الأمم المتحدة والتي تشكل العمق العربي والتي تشتهر في الينابيع والمياه العذبة ومن الكثافة في المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية والتي تمتاز في صناعة الملابس والقطنيات، وتشتهر في المناطق السياحية اليوم تعاني من الجوع والفقر والقهر والاستبداد الدولي الذي يشكل السيف الكبير على رقاب الشعب السوري، لا كهرباء ولا غاز ولا مازوات ولا كل الإحتياجات الحياتية متوفرة للشعب السوري بحكم العقوبات والحصار الإقتصادي بشكل شمولي،
إلى متى يبقى هذا الوضع الغير إنساني على المواطنين في سوريا؟ إلى متى يستمر الصمت الكافر يتواصل؟
قد يحمل البعض ما يحدث إلى النظام السوري وهذا غير دقيق للأسباب التالية، فقد عايشنا جميعنا ما حدث في العراق الشقيق بعد الاحتلال وسقوط النظام كيف عمل الاحتلال الأمريكي والبريطاني على تحويل العراق إلى ساحة من الصراعات المذهبية والطائفية والتغذية من الاحتلال ودول الإقليمية والنظام الدولي
إضافة إلى تشكيل العصابات الإرهابية المسلحة من داعش ونصرة وكل المسميات الإرهابية بدعم من الاحتلال الأمريكي والنظام الدولي، وهذا ينطبق على ما يجري في ليبيا، وما يتم إستكمال ذلك في إطار سلسلة من الإجراءات على سوريا هذا السيف الكبير لن ينتهي قبل إيصال سوريا إلى القبول القصري في التطبيع مع “إسرائيل”؛ لذلك علينا جميعا أنظمة وأحزاب وشخصيات وطنية وجماهير أمتنا العربية والإسلامية
العمل على رفع الحصار عن سوريا وتقديم كل ما يليق بالمفهوم العروبي والقومي والأخلاقي في إنقاذ سوريا، وأعتقد أن مصر بما تمثل من حضور على المستوى العربي والدولي والإقليمي تستطيع أن تشكل شبكة أمان في إيجاد الحلول الفاعلة في إنقاذ سوريا التي تشكل خطوة إيجابية في الخروج من المخطط المشبوه الذي يستهدف الجميع دون استثناء.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com