لم يعد يختلف إثنان على أن الحرب العالمية التي يشنها فيروس كورونا المستجد، على مختلف دول العالم ستؤدي الى حدوث ازمة اقتصادية كونية غير مسبوقة قد تؤدي انهيار وتفكك دول واطر وتجمعات ووحدات اقتصادية قارية بشكل يعيد الى الاذهان ما كان يحصل بعد الحروب العالمية والازمات الكبرى مما قد يسرع في نضوج ظروف موضوعية وذاتية لتشكل نظام دولي جديد اكثر عدلا وإنسانية من النظام الحالي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الامريكية التي وتجبرت .
واستنادا الى ذلك نستطيع القول و منذ الآن أن الوضع الذي سينشأ ،ستكون لها تداعبات خطيرة على الانظمة و الكيانات الوظيفية، في العالم الثالث بشكل عام والعالم العربي بشكل عام ، التي يعتمد وجودها من الفه الى يائه على المساعدات الخارجية والقروض والمال السياسي الذي يأتيها من الخارج لتمكين القوى الطبقية الحاكمة فيها من الاستحواذ على الجزء الاكبر منها واستخدام ما تبقى منها لتمكين الطبقات الفقيرة والمتوسطة من العيش بكفاف وعدم الموت جوعا فقط
فبعد هذه الجائحة التي لا يعرف سوى الله متى تنتهي ستركز الدول الامبريالية الكبرى معظم جهودها من اجل اصلاح وترميم الاضرار الهائلة التي لحقت باقتصادتها وبمستوى معيشة شعوبها، مما سيدفعها الى تبديل سلم اولوياتها لتركز اكثر على الداخل اكثر من الخارج حتى لو انعكس ذلك سلبا على التزاماتها الدولية وسياساتها الاستعمارية ومصالح اسرائيل التوسعية.
ومما له دلالته الكبيرة في هذا الصدد أن دولة مثل المانيا التي اجبرتها اسرائيل على دفع تعويضات مالية هائلة لها بسبب الهولوكوست رفضت بعد تفشي وباء كورونا طلبا تقدمت به حكومة نتنياهو لتزويد اسرائيل باجهزة تنفس اصطناعي المانية لان الشعب الالماني بحاجة لها غير مكترثة بأن تتهم بسبب ذلك معاداة السامية لانها لو فعلت ذلك لكات ستفقد منصبها وتجبر على الاستقالة في سويعات..
ولكي تكتمل معالم الصورة فإن التراجع الحاد الذي طرأ على دخل ألدول العربية الخليجية جراء انهيار اسعار ألنفط في الأسواق العالمية وفشل اوبك في اجتماعها الاخير في التوصل الى اتفاق على خفض الانتاج بما مسينعكس سلبا على الأسهامات المالية ألتي كانت تقدمها لخدمة الاقتصاد السياسي للتسوية وربما يؤدي ألى توقفها بالكامل مما سيؤدي الى تفجر صراع طبقي حاد في داخل الكيانات الوظيفية العربية وتحديدا تلك التي وقعت معاهدات سلام مع اسرائيل الأمر الذي سينعكس سلبا على دولة الأحتلال ويفقدها أحد اهم عناصر قوتها.