بدأت علامات آخر الزمان تظهر، فما أخبر عنه النبي (ص) وأهل بيته الكرام (ع) ليس مجرد إعلام فقط، وإنما في مضمونها تحذير وتنبيه، بأن ما سيقع من مصائب للبشر فيها نصيب تخطيطا وتنفيذا، عن علي بن أبي طالب (ع): ( بين يدي القائم موت احمر وموت ابيض فأما الموت الاحمر فبالسيف واما الموت الابيض فبالطاعون )) غيبة النعماني ص286/ بحار الانوار العلامة المجلسي ج 55 ص 231
ما جاء من نصوص، مخبرة عن موتين اثنين، موت أحمر، وموت أبيض، تشير إلى أنها من صناعة البشر، فالموت الأحمر للدلالة على الحروب وسفك الدماء، لذلك تعنونت بلون الدم، أما الموت الأبيض، فللإشارة الى كونه خال من سفك الدماء، وبياضه كناية عن الأمراض والأوبئة التي تسببها الفايروسات.
أما بالنسبة للموت الاحمر، الذي جاء في عدد من الروايات، فإن العالم قد ابتلي في القرن الماضي بحربين كونيتين، أكلت ما أكلت ملايين البشر، ذهبوا ضحية أطماع نفوذ وتوسع لقوى الإستكبار، على حساب قوى الإستضعاف، وتتكرر الماساة، كلما تفرعن نظام حكم مستقويا على غيره، ويأتي غصب فلسطين وزرع الكيان الصهيوني على ارضها، ضمن مخطط خنق أي محاولة عربية واسلامية لاستقلال دولها، وابتعادها عن الهيمنة الغربية.
ومن منطلق اسلامي واضح، في وجوب مواجهة قوى الطغيان والشر، انطلقت حركة اصلاحية، داعية الى مقاومة كافة اشكال استعباد البشر واستغلالهم، وقف وراءها النظام الاسلامي في ايران، لتتحول طلائع الشعوب الاسلامية من خاضعة لارادة قوى مفسدة في الارض، الى حركات مقاومة فعلية، بدأت تستجمع قوتها من الدعم الايراني الغير محدود، والذي أقلق أمريكا والكيان الصهيوني، وعرقل سعيهما الى تدجين الشعوب المحيطة بفلسطين، ووضعهم تحت سلطة الصهاينة، وكلاء أمريكا في المنطقة الاسلامية.
أما الموت الابيض، فان ظاهرة الكورونا، التي سمعنا بكونها فايروسا منذ سنوات، قد بدأت بالتفشي أولا في اقليم ووهان الصيني، ثم انتقلت الى ايران، وتدريجيا بدأت تنتشر في دول العالم، ولم يكن نصيب اوروبا أقل من المصابين الاوائل خصوصا ايطاليا، تتبعها فرنسا واسبانيا والمانيا.
وبين احتمال ان يكون الفايروس كورونا المستجد (كوفيد19) معد مختبريا، ومستهدف دولا بعينها، بين ان يكون وباء طبيعيا، ناتج عن انتقاله من الحيوان الى الانسان، تضاربت الاراء حول مصدره، ولكننا عندما نتلقى اتهاما رسميا صريحا، من الناطق باسم الحكومة الصينية، بان مصدره أمريكا، نرجح فرضية أنه يمثل بداية حرب بيولوجية جرثومية، من اجل عرقلة الاقتصاد الصيني، من ناحية والتطور العلمي والعسكري الايراني، فصراع امريكا تجاريا مع الصين وفرض رسوم جمركية مشطة على منتجاتها الواردة اليها، لم يكن كافيا لعرقلة اقتصادها واضعافه، فاحتمال ان تتجه خطة الحكومة الامريكية، الى اطلاق حرب بيولوجية خفية، لبلوغ الغاية في إضعاف اعدائها.
ولا يمكننا ان نمر على تصريح الرئيس الامريكي ترامب، بقوله انه لن يصاب بكورونا، رغم انه استقبل الرئيس البرلزيلي، الذي تبين انه مصاب بالفايروس، بما يعنيه انه ملقح ضده، ما يرجح ان مصدره امريكي اعدادا بيولوجيا، ولا يمكن اطلاقه دون ان يكون لقاحه متوفر لمجابهة خطر ارتداده على صانعيه، فترامب ملقح ضد الفايروس، وحمقه كشف جانبا من الحقيقة.
كما انه يحتمل ايضا من جانب آخر، أن يكون الفايروس منتج مختبريا في الصين، وتحديدا في مقاطعة ووهان الصينية، من أجل استثماره في ترهيب المستثمرين الغربيين، المقيمين مشاريعهم الكبرى في الصين، لبيع أصولهم الاستثمارية بأقل الاسعار، وهذا ما حصل الى حد الان.
تاثير الفايروس – الذي اعلنت منظمة الصحة العالمية انه تحول الى وباء عالمي – على الاقتصاد العالمي بدأ يرتفع الى مستوى الكارثة،
هل يمكن القول بان العالم دخل مجال حرب بيولوجية، ستفتك بالبشرية، وتضعها على شفير إبادة مهولة، قد تتجاوز وباء الانفلونزا الاسبانية، التي اجتاحت دولا عديدة بعد الحرب العالمية الاولى (1918)، وفتكت بحوالي 100 مليون نفس، طواها الموت بعد اصابة حوالي 500 مليون شخص.
ما يدعو الى الارتياح هنا، هذا التضامن القوي بين ايران والصين ودول أخرى في مكافحة هذا الوباء، وفي الثبات على مبادهم في حماية مصالح بلدانهم من جشع الرأسمالية الصهيونية المهيمنة على سلطة القرار السياسي في امريكا وبريطانيا رأسي حربة الدفاع عن الكيان الصهيوني، وهذا مؤشر إيجابي، يحملنا بقوة الى التفاؤل بغد واعد، تزول فيه قوى الشر العالمي، وتجد فيه الشعوب المستضعفة مجالا للعيش الكريم الآمن.