بقلم محمد ابراهمي: ناشط سياسي
أرى ان اللافتة القطرية الخيرية التي أخذت منعرجا كبيرا و غضب على مواقع التواصل الإجتماعي و في الحقيقة ليس مهما ان كانت عمدا او عن غير قصد …الأهم هو ما تعنيه و ما الذي أوصلنا لهذه الحالة المحرجة.. نعم صرنا متسولين في بلد مهد الثورات العربية، أنا أعتذر منكم أيها الشعب الكريم ، نعتكم بالتسول في هذا المقال ، هل يكفي لهاته الجمعية ان تقدم إعتذارها فقط و أين كرامة الشعب و تلك المرأة المناضلة التي ضهرت في اللافتة ،فتلك هي أشرف الشرفاء تصارع الحياة و لن تقبل بالعطايا و الهيبات التي تأتي بهذه الطريقة المهينة..!
فالإعتذار و ازالة اللافتة لا يكفي لرد إعتبار كرامة الشعب و هيبة الدولة على الحكومة التحقيق في هذه الحادثة و الحرص على عدم تكرارها و نحن نرحب بالإستثمار القطري و الجمعيات الخيرية و لكن في نطاق إحترام متبادل و المحافظة على سيادة الدولة و علوية الدستور..
فعندما تنهب ثروات بلادنا داخليا وخارجيا تصبح تونس “تحت الصفر” كما ذكرت في اللافتة..
فالإصلاح الحقيقي يجب ان يبدأ من الداخل أولا حتى نصلح انفسنا و نتوقف عن هدر ثروات بلادنا و إعطائها للمستعمرين و ننتظر حتى تتكرم علينا جمعيات خيرية بطرق تسيئ لكرامة الشعب و الدولة في حد ذاتها ..!!
100 ريال لا تمنح الدفء لتونس فالشعب و إرادته الثورية من يمنحها الدفء و الإستقرار رغم الظروف السياسية و الإقتصادية الصعبة …!
الخزي و العار ليس في اللافتة في حد ذاتها فالعار الحقيقي ان تونس بلد 3000 سنة حضارة تتلقى مساعدات من إمارة او دولة حديثة العهد و الخزي الحقيقي هو اننا نعطي ثرواتنا بدون مقابل و نترجى او ننتظر مساعدات و أسميها “بالتسول “…!! حقيقة نحن و بسوء الإدراة او سوء التصرف تجعلنا مسخرة …
فلهذا لا أحد يتحدث عن اللافتة القطرية بل انظروا إلى خلفياتها و ما تخفيه هذه اللافتة ثم انظروا إلى انفسكم أولا و إلى تونس و سيادتها.