منذ النكبة التي ارتكبتها الامم المتحدة(ممثلة في امريكا وبريطانيا وبقية الدول الاستعمارية ) في حق الشعب الفلسطيني والذي اصبح مشردا مشتتا بين دول العالم, احتضن لبنان جزءا كبيرا منهم ليعيشوا في المخيمات التي تفتقر الى ابسط المتطلبات للعيش الكريم, وهذا الاحتضان الشعبي ترتب عليه تحمل اثمان باهظة ,فكثيرا ما كان العدو يشن غارات جوية ويقوم بالاستهداف البري والبحري للمهجرين ومن يؤوونهم, ومنذ حوالي الخمسين عاما ارتكب العدو مجزرة بحق قادة المقاومة في قلب بيروت(كمال ناصر, وعدوان وابويوسف1973 م), وصل الامر بالعدو الصهيوني في العام 1982 الى استباحة العاصمة بيروت, وتصفية العديد من المقاومين للاحتلال الصهيوني من لبنانيين وفلسطينيين.
العالم الحر المتمدن المتمثل في امريكا وبريطانيا وبقية الدول الغربية يساهم وبشكل يومي في قتل المهجرين ومضيفيهم, بوضعها فيتو على تسليح لبنان, ليبقى ميدان رماية للعدو يستخدمه متى اراد ,ويعمل جاهدا على اقامة منطقة عازلة في الجانب اللبناني المتمثل في القرار 1701 ليأمن هجمات المقاومة حيث اشتد عودها وازداد بأسها واصبحت تمثل رقما على الساحة يحسب لها الجميع ثقلها, واصبحت قوة ردع لا يستهان بها.
حرب غزة المعاصرة او ما يعرف بــ(طوفان الاقصى), اثبتت لشعوب العالم كافة بما فيها شعوب الغرب المغيبة عن ما يجري حولها والتي تستقي معلوماتها من وسائل الاعلام الحكومية العتصرية,اثبتت لها ان المعايير الانسانية بشان الحقوق العامة من عيش كريم وتقرير المصير وحرية الراي والتعبير تختلف من مكان الى اخر ومن عرق الى اخر, انهم ينظرون الى بقية الامم على انها خلقت لأجل خدمتهم والسمع والطاعة والا فالويل لها.
لقد اجهضت امريكا وتوابعها اكثر من قرار لآجل وقف شامل لإطلاق النار وتجنيب المدنيين ويلات الحرب, يجدون المبررات للصهاينة لضرب المشافي واماكن العبادة, ونبش القبور للتشفي من القتلى والمتاجرة بأعضائهم, وفوق ذلك كله يتحدثون عن ايجاد ماوي لسكان القطاع ومن ثم السماح للصهاينة بالإقامة فيه وليتحقق حلمهم في اقامة كيانهم المزعوم على كامل تراب فلسطين التاريخية.
بالأمس استهدف الكيان الصهيوني وبمساعدة امريكا ثلة من المقاومين بقلب بيروت, لكنهم تناسوا ان اصحاب الحق لا يموتون ان غابت اجسادهم,فسيكون هناك خلف لأفضل سلف يكملون مشوار التحرير ولهم من الاسباب ما يجعلهم قادرين على ذلك, كافة الاسلحة التي يستخدمها المقاومين(صواريخ وقذائف وطائرات مسيّرة) قاموا بتطويرها .
الشعب الفلسطيني باق بارضه رغم ما يلاقيه من اصناف العذاب, قتل وتدمير وتهجير ,يزفه شهداءه بالزغاريد, بينما الصهاينة الذين هم بالأساس ليسوا ابناء الارض بل اناس من مختلف اعراق العالم تجمعهم روح التكبر وحب التسلط والتحكم اقتصاديا في العالم, نجدهم ومع انطلاق المعارك يشدون الرحال البلدان التي اتوا منها ويحملون جنسياتها, حقا ان فلسطين ليست بلدهم ولن يبقى بها الا من ولدوا بها وجذورهم التاريخية ضاربة في اعماق ارضها.
تحية لبيروت حاضنة المقاومة الفلسطينية على مدى 8 عقود ,حتى وان لم تستطع حمايتهم من جبروت العدوان الصهيوني الامبريالي الغاشم, فإنها تحتضن رفاتهم(اجسادهم الطاهرة) لتثبت للأعداء قبل الاصدقاء انها ارض كل العرب, ستقود بيروت بشرفائها رغم قلة امكانياتها معركة تحرير فلسطين من النهر الى البحر, وليذهب كل الدخلاء الى اوطانهم الاصلية.