الإثنين , 18 نوفمبر 2024
Breaking News

 حرب غزة وإعادة كتابة التاريخ!!…بقلم محمد سعد عبد اللطيف

التاريخ الحقيقي من يرويه ومن يكتبه…؟
عبر كل العصور كتب التاريخ رجال السلطة، وغاب السواد الأعظم من الشعب من الطبقات المهمشة والمعارضين لنظم الحكم عن حياتهم وظروفهم المعيشية، ويرجع ذلك إلى:
إنها لو فعلت ذلك ستكشف نفسها وتتحدث عن انتصارات ومكاسب وإنجازات وهمية.. وكل سرديات السلطة كاذبة ومثلها سرديات الجماعات والأحزاب وخاصة في ما يتعلق بالمختلفين، أي أن الجزء الجوهري من تاريخ الحاضر كاذب ومكتوب بدوافع رغبيه…،، رغم أن اللغة السياسية مصممة في الأصل على الكذب ومن هنا تعارض وتناقض الخطاب السياسي والخطاب الروائي.،
فالذين مهدوا الطريق إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني وصفقات القرن،والترويج للتقارب بإسم الديانة
الإبراهيمية  ،،  كشفت حرب غزة سوء عورات هؤلاء…، فعلي سبيل المثال ‘في عصرنا الحديث اعرف شخصية  دبلوماسية  عاصر نهاية حكم “عبد الناصر” وتعرف علي نجلة الدكتور/ خالد ثم استغل صداقته، وظهر فترة السادات ثم تولي منصب بالرئاسة فترة “مبارك “ثم قدم استقالته في الأيام الأولى من ثورة يناير من الحزب الوطني وعضويتة في مجلس الشعب،
وهاجم حكم فترة (مبارك) وبعد إعلان فوز “جماعة الإخوان “كان أول الذين اتصلوا بهم بعد فوزهم في انتخابات مجلس الشعب والرئاسة
للتهنئة، والآن يظهر في البرامج التلفزيونية علي أنه مؤرخ وشاهد علي العصر، وهو لعب مع كل نظم الحكم…، فكيف نستمد جُزءًا
من تاريخنا من هؤلاء…؟! لكن ما يَفسِدُ
علينا تزوير التاريخ امثال هؤلاء،،
إن التاريخ الحقيقي هو المأخوذ من رواية المثقف والفنان والمفكر المستقل والخطاب الروائي وهو خطاب التاريخ
من الأسفل ومن المسكوت عنه والمحجوب ومن مخلوقات القاع والعتمة والحافات المهمشة،
كان( ابن خلدون) اول مثقف جعل التاريخ رواية للطبقة العريضة في المجتمع من مختلف فئات القاع من المهمشين المخفين ونقله من مقرات الحكم  الى الشوارع والعامة.،، التاريخ الحقيقي لا يوجد في خطابات السلطة ولا وعودها ولا في حفلاتها المزيفة وطقوسها
بل التاريخ في الجوانب الخفية وفي القري والنجوع والعشوائيات وضواحي المدن من الفقراء والمساكين…،
خارج النظام والمهمشين.
التاريخ الحقيقي من الأسفل وليس من الاعلى كما يفعل المؤرخين بالاعتماد على وثائق النظم واستبعاد شهادات الضحايا ومن على الهامش او من شهود الاحداث، من طبقة الخدم كالحراس والسواقين والبوابين والفلاحين والعمال، ومن على صورهم.،
في قصور الحكم… الي الخ،
هو السبب الرئيس الذي يجعل السلطة تروج التاريخ الملفق والمزيف
وتعاقب تحت ذرائع كاذبة أي خطاب مضاد
ولو من عامل بسيط بلا قوة،،،.
الم يرسل “معاوية بن أبي سفيان” من الشام الى مكة (ابو ذر الغفاري) على بعير اجرب في صحراء صيف ملتهبة
حتى تهرأ جسده لأن الغفاري كان يمر كل فجر امام قصره ويردد:(الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابِ الْيَمِّ).مع أن معاوية كان يستعرض امام جيش الامبراطورية الرومانية بكامل حلته لكن صوتا الغفاري ارعبه،.
السلطة الظالمة جبانة رغم كل الاستعراضات الكاذبة
وتخاف من ريح بسيطة تعري القناع المزيف، حرب غزة كشفت عن القناع المزيف للقوة التي لاتقهر وان مجموعة مقاتلين استطاعت ان تحرك جيوش “حلف الناتو” باحدث اسلحتة واساطيلة من سيكتب هذا التاريخ (ياكاتب التاريخ ماذا جد لنا”…،، من بداية “اتفاقية كامب ديفيد  مُرُورًا
باتفاقية اوسلو وكامب ديفيد 2 مع ياسر عرفات”، والآن يتردد عن محور فلاديفيا وما بعد الحرب على الحدود المصرية في ظل غياب تام من رأي للشعوب العربية حتى في حق التظاهر، في مذكرات “كارتر” عن دهاليز اتفاقية كامب ديفيد قال: عندما كان يحدث خلاف اطلب من “السادات” الجلوس مُنْفَرِدًا
وكان السادات يستجيب لطلبي. فقال “مناحم بيجن” لكارتر انا احسد السادات لانة لم يرجع للوفد المرافق له في التشاور في نقاط الخلاف، فقال بيجن انا لا استطيع اتخذ اي قرار الا بالرجوع للوفد المرافق لي… نعم صدق بيجن وصدق الشاب اليهودي الذي قتل (رابين) بعد اتفاقية اوسلو لانه رأي في نظرة “سلام الشجعان” خيانة بالنسبة لأفكاره وعقيدتة حتي ولو كانت للاخرين خطأ وغير صحيحة،، نعم نحتاج للاعادة كتابة التاريخ من الاسفل الي الاعلي…، وفي نهاية المقال نطرح سُؤَالًا هل نُعِيدُ كتابة التاريخ او نقرأ التاريخ…؟!
* محمد سعد عبد اللطيف، كاتب وباحث مصري في الجغرافيا السياسية،،،
saadadham976@gmail.com

Check Also

ألمانيا تدفع ثمن أخطائها الإستراتيجية من غزة إلى أوكرانيا…بقلم م. ميشال كلاغاصي

لطالما دعيت بالمحرك الأوروبي بفضل صناعاتها التي ضمنت لها مكانةً إقتصادية هامة, وقوةً عسكرية لا يستهان بها, استطاعت من خلالها رسم حكايتها مع التاريخ القديم والحديث, هي ألمانيا التي خاضت حروبها العالمية وكادت...

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024