الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

رسالة مفتوحة للرئيس التونسي قيس سعيد…بقلم محمد النوباني*

أذكر انه عندما تم إنتخابكم رئيساً لدولة تونس ألشقيقة في إنتخابات ديموقراطية نزيهه وأطلقتم تصريحاتكم الشهيرة التي تجرم ا التطبيع مع إسرائيل وتعتبره خيانة معرباً عن تأييدكم المطلق لنضال الشعب الفلسطيني من أجل إسترجاع حقوقه ألمشروعة أنشأت مقالة اشدت فيها بمواقفكم القومية التي ذكرتني بمواقف الزعبم المصري الخالد جمال عبد الناصر من فلسطين..
وفعلت الشيء ذاته عندما قررتم منح الجنسية التونسية لثلاثين مواطناً فلسطينياً ً يعيشون في تونس منذ سنوات طويلة معتبراً ان هذا القرار هو قرار يندرج في آطار موافقكم القومية المؤيدة لفلسطين وشعبها ولا يشكل تساوقاً مع مشاريع التوطين التي يتم بحجة رفشها إضطهاد الفلسطينيين والتنكيل بهم وحرمانهم من حقوق ألإنسانية في بعض البلدان العربية ومنها لبنان..
وفي هذا الإطار فإن الإعتقاد كان يساورني في اعقاب إعلان الإمارات العربية المتحدة عن قرارها لتطبيع العلاقات مع اسرائيل أن تونس بقيادتكم ستكون الدولة التي ستشجب وتستنكر هذا القرار وتعتبره تفريطاً بالقضية الفلسطينية.
ولكنني فوجئت برفضكم التعقيب على هذا القرار الإماراتي الخطير بنفس الإسطوانة المشروخة التي كان يرددها بعض الزعماء العرب لتبرير مواقفهم المائعة من التطبيع وهي حجة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى وقراراتها التي هي حق سيادي لها.
وأنا بصفتي مواطناً عربياً بسيطاً أشكك بمصداقية كل مسؤول عربي يدعي بأنه يؤيد نضال الشعب الفلسطيني ويرفض التطبيع ولكنه في نفس الوقت يتخذ موقفاً محايداً من هرولة بعض حكام الخليج لتطبيع علاقاتهم مع إسرائيل وتحديداً حكام الإمارات ويرفض إدانة ما قاموا به من تطبيع بحجة عدم التدخل في ألشؤون الداخلية للدول الأخرى.
فتحت هذا العنوان ألمضلل عقد الرئيس المصري المقبور انور السادات اتفاق كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1978 وعقدت قيادة م.ت.ف اتفاق آوسلو والقيادة الأردنية إتفاقية وادي عربة عام 1994 وحكام الإمارات الاتفاق الاخير عام 2020 وبرروا ذلك بأنه حقاً من حقوق السيادة
فعندما بتعلق الامر بتفريط واضح بالقضية الفلسطينية وبخيانة الثوابت الامة فإن إدانة وشجب ورفض هذا التفريط ليس تدخلا في شؤون الآخرين بقدر ما هو واجب وطني وقومي .
أخيراً كلي ثقة بأنكم سوف تعيدون النظر في هذا الموقف لانه عندما يتعلق الامر بفلسطين وبثوابت الامة فإن المجاملات الدبلوماسية والاعتبارات البروتوكولية والمصالح الاقتصادية يجب ان تتنحى جانباً.
ولكم من فلسطين فائق الاحترام.

* كاتب فلسطيني

شاهد أيضاً

المطبعون العرب.. شركاء في حرب ابادة غزة…بقلم ميلاد عمر المزوغي

على ايام حكم العسكر, والتفرد بالسلطة لم نشهد انحطاطا في شتى المجالات كما نشهده اليوم, …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024