نشرت مؤسسة سيغما كونساي يوم السبت 26 جانفي 2019 خلال تظاهرة Open Segma نتائج سبر الآراء السياسي الذي انجزته خلال شهر جانفي وجاء في نتائجه ان حركة احتلت حركة النهضة المرتبة الأولى في نوايا التصويت خلال الانتخابات التشريعية في حال تم تنظيمها يوم السبت بنسبة 9 بالمائة.
وجاءت حركة نداء تونس في المرتبة الثانية وحازت على نسبة 6،6% من المستجوبين ،ثمة احزاب اخرى ثم الجبهة الشعبية بنسبة 2،8% وحاز التيار الديمقراطي على نسبة 2،3% في حين حازت الحركة الدستورية على 0.9 بالمئة ثم حراك تونس الارادة ب0.7 بالمئة.
اول ما نلاحظه من خلال هذه النتائج هو ان نوايا التصويت لحركة النهضة تراجعت مقارنة بنفس الفترة لسنة 2014 حيث كانت في ذلك الوقت تحتل المرتبة الثانية خلف نداء تونس بنسب تتجاوز ال15 بالمئة من الحجم الانتخابي (عدد المواطنين الذين يحق لهم التصوزيت) وهو ما يعني ان حركة النهضة تواصل فقدان خزانها الانتخابي لكنها في ذات الوقت تتحصل على المرتبة الاولى مستفيدة بذلك من الازمة الكبيرة التي تعيشها حركة نداء تونس بصفة خاصة.
ما يمكن ملاحظته ايضا هو تواصل التراجع الكبير لحزب نداء تونس من محطة انتخابية الى اخرى حيث ان نتائج سبر الآراء تبين ان الحزب تحصل على اضعف نتيجة نويا تصويت منذ 2013 الامر الذي يعكس بوضوح الوضع المتردي الذي وصله هذا الحزب الذي عاش على وقع عديد الازمات منذ فوزه في انتخابات 2014 بسبب صراعات قياداته، ويرى عديد المتابعين للشأن السياسي ان مؤتمر هذا الحزب المزمع انعقاده في بداية شهر مارس سيكون بمثابة الفرصة الاخيرة لإنقاذ هذا الحزب .
الملاحظة الثالثة تتمثل في تحصل احزاب اخرى على نسب ناويا تصويت تقدر ب5 بالمئة، لكن هذه النتائج لم تبين ماهوا المقصود بأحزاب اخرى؟ هل هي احزاب قائمة الذات على غرار تيار المحبة وحزب البديل والمسار وبني وطني ، ام انها احزاب بصدد التشكل، على غرار ما يعرف بحزب الشاهد الجديد او الاتلاف الانتخابي الذي قيل ان الاتحاد العام التونسي للشغل يسعى الى تاسيسه.
الملاحظة الرابعة هي غياب حزب البديل عن نوايا التصويت على الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها هذا الحزب في مختلف جهات البلاد ونفس الشيء بالنسبة لحركة مشروع تونس.
ما يمكن ملاحظته ايضا هو التقدم النسبي للحركة الدستورية برئاسة عبير موسي وهو الحزب الذي لم يكن له اي تواجد في نوايا التصويت خلال سنة 2014 ولم يحصل فيها على اي مقعد، ويبدوا ان محافظة هذا الحزب على استقرار وثبوت خطه السياسي المبني في معادات حركة النهضة والتمسك بالافتخار بإنجازات حقبة بن علي والتأكيد على الانتماء التجمعي اكسب هذا الحزب تعاطفا لدى بعض الاوساط.
ملاحظة اخرة متعلقة بحزب الارادة ، حيث ان نسبة نوايا التصويت لهذا الحزب بقيت ضعيفة ولم تتجاوز ال0.7 بالمئة على الرغم من ان رئيسه المنصف المرزوقي له نوايا تصويت هامة في الرئاسية، ونفس الشيء حصل خلال انتخابات 2014 حيث ان هذا الحزب تحصل على نتائج ضعيفة في التشريعية في حين ان المرزوقي نافس بجدية السبسي في الرئاسية.
الملاحظة الاهم في كل هذه النتائج هي نسبة الرافضين للمشاركة في الانتخابات القادمة والتي بلغت ال71. بالمئة، وهذه النسبة المنذر بالخطر هي انعكاس طبيعي في حالة الاحباط التي يعيشها المواطن التونسي وفقدانه للثقة في الطبقة السياسية مجتمعة .