على مدار أكثر من 200 سنة ماضية، تناوب على رئاسة الولايات المتحدة الكثير من الرؤساء، بعضهم من جاؤوا عن طريق انتخابات ديموقراطية نزيهة، وبعضهم الآخر كان فوزهم موضع جدل. من انتخابات 1788 ـــــ 1789 التي فاز بها جورج واشنطن بأغلبية ساحقة حتى انتخابات عام 2000 وفوز جورج دبليو بوش بقرار المحكمة العليا، إليكم أغرب 8 انتخابات رئاسية حصلت في أميركا، حسب ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.
1789: جورج واشنطن يفوز بنسبة %100: كانت انتخابات عام 1788 ـــ 1789 أول انتخابات رئاسية تجرى في الولايات المتحدة، كما كانت الأولى والأخيرة التي امتد التصويت فيها سنتين مختلفتين. إذ بدأ التصويت في 15 ديسمبر 1788 وانتهى في 10 جانفي 1789. وبموجب الدستور الجديد، الذي جرى التصديق عليه عام 1788 انتُخِب جورج واشنطن رئيساً بالإجماع بعد حصوله على نسبة %100 من أصوات الهيئة الانتخابية؛ وذلك تقديراً لدوره في حرب الاستقلال، وترؤسه الاتفاقية التي صاغت الدستور.
1800: توماس جيفرسون ينهي هيمنة الفدراليين: بدأت الانتخابات الرئاسية التي جمعت مرشح الحزب الديموقراطي توماس جيفرسون ومرشح الحزب الفدرالي جون أدامز في 31 أكتوبر 1800 وفي 7 فيفري 1801 أُعلن جيفرسون منتصراً، وجرى تعيين جون أدامز نائباً له. وأنهى انتصار جيفرسون هيمنة الحزب الفيدرالي، ثم ظهور الحزب الجمهوري.
1860: انتخابات تتسبب في حرب أهلية: كان فوز مرشح الحزب الجمهوري أبراهام لينكولن على نظيره الديموقراطي جون بريكنريدج سبباً مباشراً في اندلاع حرب أهلية دموية استمرت 5 أعوام. فبعد الانتخابات التي شهدت واحدة من أعلى نسب إقبال الناخبين، قامت ولايات جنوبية (كارولينا الجنوبية، مسيسيبي، جورجيا، لويزيانا، فلوريدا، ألباما) بالانسحاب من الاتحاد، وشكلت دولة جنوبية مستقلة، خوفاً من إلغاء لينكولن لقانون العبودية الذي أقرته المحكمة العليا قبل الانتخابات بـ 4 سنوات. لكن لينكولن تمكن من قمع هذه الدولة وإعادة جميع الولايات إلى الاتحاد، إضافة إلى إنهائه قانون العبودية.
1872: وفاة أحد المرشحين: انتخابات عام 1872 شهدت وفاة أحد المرشحين الأساسيين قبل أن تعرف نتيجة التصويت النهائي للهيئة الانتخابية. وشهدت تلك الانتخابات تنافساً شرساً بين كل من هوراس غريلي مرشح الحزب الجمهوري الليبرالي المنضم إلى التحالف الديموقراطي الذي تم إنشاؤه بهدف هزيمة يوليسيس غرانت مرشح الحزب الجمهوري. وقبل أن تدلي الهيئة الانتخابية بأصواتها توفي غرانت بشكل مفاجئ، فتم تقسيم أصواته الانتخابية البالغ عددها 66 صوتاً على 4 مرشحين آخرين، لا سيما توماس هندريكس الذي رشح لمنصب نائب الرئيس.
1876: خسارة المرشح الفائز: تعد نتائج الانتخابات الرئاسية عام 1876 من بين الأكثر إثارة للجدل على الإطلاق. فرغم فوز صامويل تيلدن مرشح الحزب الديموقراطي على نظيره الجمهوري رذرفورد هايز بعد أول فرز للأصوات بواقع 184 صوتاً لتيلدن مقابل 165 لهايز، فإن الأخير هو من أصبح رئيساً للولايات المتحدة. وذلك بعد أن تنازل الديموقراطيون عن الانتخابات لمصلحة الجمهوريين مقابل إنهاء إعادة الإعمار وانسحاب القوات الفدرالية من الدول الجنوبية التي شهدت حرباً أهلية لانفصالها.
1920: مرشّح قاد حملته من السجن!: عام 1920 جرى تنصيب مرشح الحزب الجمهوري وارن جي هاردينغ رئيساً للولايات المتحدة، بعد تفوقه الكاسح على مرشح الحزب الديموقراطي جيمس أم كوكس، بــ 404 أصوات من الهيئة الانتخابية مقابل 127 فقط. المثير في هذه الانتخابات أنها شهدت أيضاً رابع مشاركة لمرشح الحزب الاشتراكي يوجين فيكتور دبس، الذي كان حينها مسجوناً مدة 10 سنوات بتهمة التحريض على التمرّد.
1960: أصغر رئيس منتخب: رغم أنّ الديموقراطي جون كيندي كان أصغر مرشح لمنصب رئاسة الولايات المتحدة بعمر 43 عاماً، فإنه تمكّن من الفوز بصعوبة بالغة على منافسه الجمهوري ريتشارد نيكسون بعد حصوله على 303 أصوات من الهيئة الانتخابية مقابل 219 صوتاً لنيكسون. في حين كانت الانتخابات الشعبية أكثر منافسة فحصل كيندي على نحو 34 مليوناً و200 ألف صوت مقابل 34 مليوناً و100 ألف لنيكسون.
2000: فوز المرشح الخاسر!: تغلّب مرشح الحزب الديموقراطي آل غور على المرشح الجمهوري جورج دبليو بوش في التصويت الشعبي للانتخابات عام 2000. وحصل آل غور على 20 مليوناً و999 ألف صوت مقابل 20 مليوناً و456 ألف صوت لجورج دبليو بوش. ورغم ذلك، فإن جورج بوش الابن كان هو الفائز بسبب حصوله على 271 صوتاً في الهيئة الانتخابية مقابل 266 صوتاً لآل غور.