د. عابد الزريعي |
حين يتوافق المشاركون من شباب جنوب افريقيا ومثقفيها في برنامج ساعة حوار الذي يقدمه جورج غالوى على قناة الميادين، على ان نيلسون مانديلا قد استعجل توقيع اتفاق انهاء النظام العنصري،وقد تجلى هذا الاستعجال في التركيز على الجانب السياسي الامر الذي ترتب عليه استمرار الهيمنة العنصرية حتى اللحظة باليات واشكال مختلفة. فهذا مهم ولكن الاهم كان تفسير سبب ذلك الاستعجال،الذي اعادوه الى ان الاتفاق جاء في الوقت الذي اخذت فيه الولايات المتحدة الامريكية تفرض هيمنتها على العالم، وان مانديلا قرأ موازين القوى الدولية بشكل ثابت بمعنى الاعتقاد باستمرار الهيمنة وان موازين القوى الدولية لن تتغير. هذا التفسير يأخذنا الى القول ان ذات الاعتقاد قد هيمن على ذهن القيادة الفلسطينية وعلى تفكير ابو عمار والى انتاج اتفاق اوسلو في نهاية المطاف، ويأخذنا ايضا الى القول ان من بين القلائل جدا الذين ايقنوا ان موازين القوى التي سادت وسمحت لامريكيا بالهيمنة لن تبقى ثابتة وستتغير كان حافظ الأسد لذلك صمد في وجه الضغوط ولم يوقع.
الان عندما نقرأ خريطة العالم ندرك انه كان على حق.