أخيراً، سيقطع ترامب «شك» التسريبات بـ«يقين» إعلان رسمي عن «صفقة القرن» بصيغتها النهائية غير القابلة للرد أو الاعتراض أو المناورة أو التفاوض أو الأخذ والرد، كما توحي مسودة الصفقة التي عرضتها وسائل الإعلام.
وحسب هذه الوسائل سيتم الإعلان بين يوم وآخر، فترامب يئس من انتظار تشكيل حكومة إسرائيلية يبدو أنها لن تتشكل، لا بعد الانتخابات «الثالثة» في آذار المقبل، ولا بعد الرابعة أو الخامسة، في ظل استحالة الوصول إلى نتيجة حاسمة بين نتنياهو وغانتس.
الانتظار ليس في مصلحة ترامب مع تقدم مسار عزله خطوة جديدة بتوجيه مجلس النواب اتهامات رسمية له بالغش والرشوة، بينما الانتخابات الرئاسية على مرمى أشهر معدودة.. إذاً لتُعلن «صفقة القرن».
بالعودة إلى «صفقة القرن» وبنودها المنتظرة منذ عامين تقريباً لمعرفة شكل الدولة الفلسطينية الموعودة «أميركياً» فإن الصفقة تسميها «فلسطين الجديدة» وستقام على أراضي الضفة والقطاع «وما ستمنحه مصر من أراض لها» مع بقاء الكتل الاستيطانية وما يسمى «المستوطنات المعزولة» ضمن أراضي «فلسطين الجديدة» ولكن تحت السلطة الإسرائيلية. هذا لا يعني أن فلسطين الجديدة لن تكون أيضاً تحت السلطة الإسرائيلية، بل على العكس ستكون كلياً تحت هذه السلطة في الأمن والاقتصاد والتجارة والحدود والمعابر..الخ.
هذا ليس كل شيء، هناك الكثير من البنود التي لا مجال لعرضها ضمن مساحة هذه الزاوية، جميعها تصبّ في خدمة المحتل الإسرائيلي وبما يعطي الفلسطينيين دولة بالاسم فقط.
ما يمكن التطرق إليه هنا أمران: الأول مساحة الدور «العربي الخليجي» في هذه الصفقة تنفيذاً وتمويلاً.. إلا إذا صدرت في الأيام المقبلة مواقف تخالف ذلك.
والثاني أن المحتل الإسرائيلي هو من سيتولى «حماية فلسطين الجديدة ضد أي عدوان خارجي» وأن «فلسطين الجديدة وعرب النفط هم من سيدفعون لـ«إسرائيل» ثمن هذه الحماية»..؟!
فعلاً شر البلية ما يضحك. ممن ستحمي «إسرائيل» «فلسطين الجديدة» والعرب ممن سيحمونها.. من سيعتدي عليها في ظل أن «إسرائيل» هي المعتدي الحصري على الشعب الفلسطيني منذ 80 عاماً؟
إلا إذا كان المقصود بـ «الاعتداء» أمراً آخر في ظل أن تطورات المنطقة وجبهاتها ليست مصلحة «إسرائيل»، ليكون المقصود حماية إسرائيل نفسها تلطياً وراء «فلسطين الجديدة».