الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

«فلسفة» الكورونا عند الشيخ أبو يعرب المرزوقي!!؟…بقلم د. نعمان المغربي *

يوم 07/03/2020 كتب لنا الشيخ محمد الحبيب المرزوقي (كما سماه والده رحمه الله) في فلسفة  الكورونا بصفحته الخاصة وقد أعاد نفس الفكرة  في جريدة إلكترونية سلفية-إخوانية بعد مدة  قصيرة:«كورونا… في العلاقة بين الطبيعي والحضاري» لكي يفتح فلسفة الصحة والوباء.

لقد اثبت في مقاليه أن«كلام العامة أكثر قربا من كلام أدعياء العلم والحداثة»، وأن «الثقافي» يؤثر في ظهور الأوبئة والأمراض. 

فبعين رحالة متعصب عنصري و(ليست عين ابن بطوطه الذي سخر من درس ابن تيمية الذي حضره  في دمشق) «ينقل» لنا ما رأى في أسواق كوالالمبور من «عدم نظافة» الصينيين و «كثرة بهاراتهم  ومقلياتهم، حتى موزهم مقلي».وبفطانة «الفيلسوف» والطبيب الخبير حكم بأن هذا النظام الغذائي- الصحي الصيني «بيئة مقوية للأمراض وتحريك الفيروسات والجراثيم». ويضيف «الفيلسوف الطبيب»، الشيخ الرئيس أن «الصناعات الملوثة التي نقلها الغرب إلى الصين» تزيد في الطين بلة. ولا ندري كيف نقل الغرب (الذي يريد الصين منعزلة متخلفة) الصناعة الملوثة!!

أما العامل الأخير بظهور الكورونا بالصين هو «الزحام» لكثرة سكانها المهولة!!

أما بالنسبة إلى ايران، فشيخ الإسلام الوهابي أبو يعرب المرزوقي مريض بإيران. وكلما حدثت كارثة  (زلزال، فيضان…) بها يظن أنه شفي منها. ففيروس كورونا في «فلسفة» الوباء اليعربية سببه « زواج  المتعة» لدى الشيعة، و«تقديسهم» لأئمتهم بواسطة  «لمس اضرحتهم». ففي زواج المتعة وتقديس الأضرحة في نظر «فيلسوف» الوباء «تلامس مساعد على الإنتقال السريع للعدوى». ولا أدري، كيف أن زواج المتعة الذي له تاريخ طويل لم يظهر «فيروسه» إلا اليوم؟! وإن كانت نسبة الزواج المؤقت في إيران لا تتجاوز 4./. (Paul Vieille,les modes de mariage en iran)، ولا يميل إليها المجتمع الإيراني كثيرا فنستغرب كيف إنتشرت إنتشارا مهولا في البداية! 

ولقد كنت أتمنى أن الفيلسوف المرزوقي ناقش زواج المسيار وزواج المسفار وزواج المصياف في السعودية وغيرها من دول الخليج الوهابية، وكذلك أنواع الزواج في الواقع الإجتماعي التونسي، وكيف أنها تسببت في ظهور الكورونا في السعودية وقطر والإمارات وتونس…

أريد أن أذكر أن تلميذ الفيلسوف ابن تيمية أبا يعرب المرزوقي هو تابع لزميله ابن القيم الذي حرم في كتابه «الطب النبوي» الطب التجريبي وأعتبر كل وباء عقابا من الله ولا يمكن أن يداوى المرضى ويعالج الوباء إلا بوصفات «الأحاديث » (وحاشا الرسول الحكيم العظيم من الكثير منها) التي لا يهم إسنادها ولا مضمونها وحتى وإن خالفت معطيات الطب العلمية. فتلك «الأحاديث» خير من الطب  التجريبي الذي ينتجه «الكفار» حسب راي ابن القيم التيموي، إذ فيها «من الأدوية التي تشفي من   الأمراض ما لم تهتد إليها عقول أكابر الأطباء ولم تصل إليها علومهم وتجاربهم وأقيستهم»، «ولم يكن من هديه ولا هدي اصحابه استعمال هذه الادوية المركبة» التي هي طب «الكفار».                     

       أرجو من الشيخ الفيلسوف التيموي الوهابي المرزوقي أن لا يستعمل مصنوعات ووهان «الكافرة» في المستقبل (الحاسوب، الهاتف الخلوي…)، ولا أن  يستعمل الادوية المركبة في المختبرات «الكافرة».

        ماذا دهى التونسيين؟ اين هم من الطاهر قيقة في كتابه«الصين الحديثة»؟!

اين هم من عبد الواحد ابراهم في كتابه «في بلاد كسرى»وعثمان الكعاك في كتابه«العلاقات التاريخية  بين تونس وايران»؟! كانت نخبتنا تستفيد من الأخر و تقرؤه بروح تسامحية إنسانية من أجل التقدم  بتونس والوطن العربي، اما نخبتنا اليوم فهي تكفيرية سلفية-إخوانية او تكفيرية – تغريبية.

 

* مختص في علوم الاديان المقارنة

 

 

شاهد أيضاً

تدبّر في سورة القمر: سورة «القمر» الذي إسمه الحسين وأختِه ذاتِ «الرّيح الصرصر»…بقلم د. نعمان المغربي

تمهيد: مُفترَض أن سورة القمر تغطي ﴿ ٱلنَّبَأ﴾ الكربلائي:   كلنا نعلم حديثيْ رسول الله(ص) …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024