يصادف اليوم، 25 جانفي، “اليوم العالمي ضد الحرب على اليمن”، الذي يعيش شعبه أكبر ازمة إنسانية على وجه الأرض، منذ عام 2015 ، عندما شنت عليه قوى العدوان السعودي الاماراتي ، بدعم امريكي اسرائيلي بريطاني فرنسي سافر، وسط صمت دولي مريب ومتواطىء، وخاصة الدول الغربية، التي تحمل كذبا ورياء، لواء حقوق الانسان، الذي يُسحق اليوم باليمن، على مرأى ومسمع هذا الغرب المنافق.
يعيش الشعب اليمني منذ ست سنوات، مأساة من صنع الانسان المتغطرس والمتكبر والجشع والسادي والمتخلف والارعن، حيث تكالبت عليه دول العدوان والجوع والاوبئة وفي مقدمتها وباء كوليرا، وتحالف معهم لاحقا فيروس كورونا، حتى بات نصف هذا الشعب على حافة المجاعة، بينما يعتبر معدل وفيات فيروس كورونا في اليمن ، الاسوء في العالم، حيث يموت 1 من 4 اشخاص يصابون بالفيروس.
امام هذا المشهد المريع والفظيع، تفرض دول العدوان حصارا وحشيا وهمجيا، من البر والبحر والجو ، على اليمن، هدفه ليس منع وصول اي مساعدات انسانية الى الشعب اليمني فحسب، بل هدفه الاول والاخير، وضع الشعب اليمني بين خيارين امام الموت جوعا ومرضا، او الاستسلام ورفع الراية البيضاء، امام تحالف العدوان ومجرمي الحرب.
اليوم وبعد ان تيقن العالم ان دول العدوان، ليست بصدد وقف نزيف الشعب اليمني، وبعد ان تأكد وبالدليل القاطع، ان السعودية والامارات ، ليستا سوى واجهة هذا العدوان، الذي يشارك فيه بشكل واضح وفاضح امريكا و”اسرائيل” وبريطانيا وفرنسا. وان هذه المشاركة بدأت تتكثف، بعد فشل السعودية والامارات من تحقيق اهداف تحالف الشر في اليمن. الامر الذي دفع منظمات دولية الى ان تدق اجراس الخطر، وتحرك الضمير العالمي، قبل فوات الاوان، حيث وقعت 300 منظمة دولية، بيانا يطالب المجتمع الدولي بسرعة إنهاء العدوان السعودي الإماراتي المدعوم غربيا على اليمن، وذلك تزامنا مع ذكرى “اليوم العالمي ضد الحرب على اليمن”.
المنظمات الدولية الـ300 ، وهي من مختلف دول العالم ومنها امريكا وبريطانيا واليمن وأستراليا وبنغلاديش وكندا وتشيلي وفرنسا وألمانيا والهند وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وسويسرا، اعتبرت ان العدوان السعودي الاماراتي لا يمكن ان يتواصل بدون دعم الدول الغربية، عبر تسليح السعودية والامارات، ومواصلة الإسناد العسكري والسياسي والتسويقي للحرب.
ودعت هذه المنظمات الى وقف العدوان فورا، ووقف الاسناد التسليحي الغربي للسعودية والامارات، ورفع الحصار عن اليمن، وفتح جميع الموانئ البحرية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني دون اي موانع وعوائق.
ما ذكره بيان المنظمات الدولية عن دور القوى الغربية في استمرار العدوان على اليمن، هو اهم واخطر ما جاء في البيان، فتطورات الاعوام الستة الماضية، اكدت بما لا يقبل الشك، ان السعودية والامارات تنفذان اجندة اسرائيلية في اليمن، وكل ما قيل عن الذرائع السخيفة حول الشرعية ، ليست سوى ذرا للرماد في العيون. فجميع التقارير الاستخباراتية تؤكد على ان دور “اسرائيل” في العدوان على اليمن اخذ يخرج من الظل الى العلن، ليس فقط بسبب تطبيع دول العدوان معها، بل بسبب عدم قدرة السعودية والامارات على تحقيق اهداف “اسرائيل” كما يجب في اليمن.
يرى بعض المراقبين للمشهد اليمني انه لا يبدو مصادفة أن يُسجّل الناطق باسم قوات الاحتلال الاسرائيلي هيداي زيلبرمان، عبر منصّة إعلامية سعودية، موقفا معاديا لمحور المقاومة بشكل عام، واليمن والعراق بشكل خاص، وذلك خلال حديثه الى موقع “إيلاف” السعودي، و”تأكيده” ان الخطر على “إسرائيل”، سيأتي من العراق واليمن، وان كيانه يملك “معلومات عن أن إيران تطّور هناك طائرات مسيرة وصواريخ ذكية تستطيع الوصول إلى إسرائيل”. لايجاد ذرائع لتبرير دور كيانه الاجرامي في العدوان على اليمن، الذي صنفه قائد قوات الاحتلال، أفيف كوخافي، ضمن “الدائرة الثانية” التي تضم العراق ايضا ، وتهدد”اسرائيل”، كما هي “الدائرة الأولى” المتمثلة في لبنان وسوريا. وهو تصريح واضح وصريح، بمشاركة “اسرائيل” ومن ورائها امريكا وفرنسا وبريطانيا في العدوان على الشعب اليمني، والذي تلقى ردا حاسما وحازما من قبل حكومة صنعاء، التي اكدت ان الكيان الاسرائيلي، سيكون هدفا للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية اذا ما تمادى الصهاينة في عدوانهم على الشعب اليمني.