لم يتغير شيء رغم مرور خمسة وثلاثين سنة على العدوان الصهيوني على تونس/حمام الشط. لم يتغير شيء لا على المستوى الشعبي واستدامة العداء للعدو الصهيوني ولا على المستوى الرسمي والتخاذل في القيام بما يجب القيام به على المستوى الداخلي والخارجي ضد العدو الصهيوني وحركته الصهيونية، بل حتى الذكرى، ذكرى شهداء حمام الشط من التونسيين والفلسطينيبن لا تعترف بها الدولة التونسية وسلطاتها بشكل رسمي لا كيوم استنهاض شعبي ضد العدو ولا حتى كيوم وطني لتكريم الشهداء واجلال التراب الوطني وتعظيم الذكرى الطاهرة، حتى لا نقول لمقاومة الصهيونية.
أبعد من ذلك، مائة سنة من القتل ومن الصراع ولم يقتنع بعض قطعان التبعية والتطبيع الظالمين المجرمين بحق الضحية في الدفاع. فمن احتل أرضنا وأهدر دمنا وهتك مقدساتنا لا يستحق الوجود إطلاقا. إنه غير قابل للاعتراف ولا التعامل ولا مجرد الحق في التسمية. وإننا في حالة دفاع دائم، بل حالة حفظ وجود.
لننظر فقط كيف ينظر كيان العدو عبر إعلامه وعبر سياساته، كيف ينظر إلى قطعان المطبعين كعبيد وكبيادق وككيانات وظيفية، كعملاء لا كشركاء، كخزائن للنهب وككنوز جيوستراتيجية ومساحات اختراق أمني لا كحلفاء ولا حتى كاصدقاء لا بالندية ولا حتى بالتبعية النسبية. إننا أمام صياغة موالاة تامة للكيان الصهيوني دون شروط عبودية واستسلام تام دون مستقبل يرجى، إلا ما سوف تسطره إرادة الشعوب. وإن هذه المستوطنات الصهيوخليجية المستجدة رديفة كيانات العدو الاستيطانية على أراضي فلسطين المحتلة لا شك وقود حرب هجينة وبنوك حرب وقواعد وساحات حرب.
ولذا، وفي هذا السياق وفي هذه الظروف وبمناسبة الفاتح من أكتوبر ومحاولة وزير الدفاع الأميركي تفعيل دور تونس كعميل استراتيجي مطبع من خارج حلف الناتو، نؤكد على أمر واحد لا لبس فيه:
الجرائم التطبيعية المتواصلة في تونس جرائم دولة وخيانة دولة وخيانة للشعب. وعلى شعبنا دون تردد أن يقف ويواجه هذه الموجة الشرسة ويستعد لمقاومة هجمات العدو الناعمة وغير الناعمة على عموم الأمة العربية والإسلامية وأن يستمر في ذلك بايمان قطعي وصبر جميل وبذل صادق حتى النصر والعودة والتحرير كما تؤكد سنن التاريخ ووعد السماء.