فى ظل الوضع المعقد بالغ الحساسية الذى يمر به ولى العهد السعودى الامير محمد بن سلمان ، وفى الوقت الذى يتفق الكثيرون على ان اسهم الرجل قد نزلت وصورته قد بهتت ، وانه بات محط انتقاد العديد من الجهات داخليا وخارجيا ، وفى الوقت الذى تعيش الأسرة المالكة اوضاعا غير مستقرة وتكثر فيها الخلافات والمنازعات فإن الامير محمد بن سلمان ظل يبحث عن حدث يمكن ان يوظفه لتلميع صورته الباهتة ، والدفاع عن رؤاه ومتبنياته والعمل على دعم مواقفه السياسية والاجتماعية وذلك حتى داخل الأسرة التى يقتتل بنوها من اجل الكرسى ، فى هذه المرحلة الدقيقة والحرجة من عمر المملكة وسلطان ال سعود فإن الامير محمد بن سلمان يبحث عن ما يحقق به مطلبه ، وفى هذا الصدد فقد عرض الرجل استضافة قمة “افتراضية” لمجموعة العشرين، تجمع قادة العالم معا ، بهدف التصدي لوباء الفيروس التاجي “كوفيد-19”.
والمعروف ان العالم يحتاج الى تنسيق كامل للوقوف بوجه هذه الجائحة الغير مسبوقة
لذا فان أى دعوة تلقى قبول المجتمع الدولى وترحيبه لكن هل حقا يمكن للسعودية ان تضطلع بهذا الدور ام انه مجرد لعب على الغير وسعى لتوظيف هذا الظرف الدولى فى مايحقق للامير بعض رغباته ؟
نعرف انه منذ فترة وكثير من المنظمات والهيئات الحقوقية والسياسية تقول كلاما صريحا فى ان ولى العهد السعودى آخر من يرغب المجتمع الدولي في عقد حوار معه حول حل أي أزمة ولو صغيرة ، ناهيك عن أزمة انسانية بهذا الحجم.
جهات عديدة تحدثت عن افتقاد الامير للمؤهلات التي قد تجعله مناسبا لقيادة تجمع عالمى يسعى لمجابهة الوباء العالمي.
اخرون قالوا انه وفى سبيل تحقيق اى نجاح مع أزمة الصحة العالمية هذه لابد ان يتصف المتصدون لذلك بالشفافية والاستعداد للاستماع إلى أصوات مستقلة تهتم بمتابعة تطورات هذا الوباء وغيره من الاوبئة والكوارث التى يمكن ان تصيب العالم ، وتحرص هذه الاصوات المستقلة على تلقى ونشر المعلومات التفصيلية وتوظيفها لمصلحة محاربة هذه الاوبئة ، وهذا ما لايمكن ان تجده أى جهة جادة فى تعاملها مع السعودية التى لم تعرف الشفافية يوما ، ولم تصدق فى تقديمها لمعلومات ولم تهتم بامر من هذا القبيل فكيف يريد ولى العهد ان يكتسب ثقة العالم فيه وفى دولته والجميع ينظر إليه وهو يكمم الافواه وينفذ حملات وحشية من القمع والرقابة الداخلية لإسكات المعارضة.
ان السلطات السعودية بسعيها لعقد محادثة مع قادة العالم حول جائحة الفيروس التاجي تحاول أن توفر دعاية زائفة لشرعية حكومة تعزز بنشاط مناخا من القمع والرقابة القاسية داخل وخارج حدودها ولابد ان تعى كافة الجهات المعنية بتنسيق جهود مكافحة الوباء لابد ان تعى ان السعودية ليست أهلا لاستضافة مثل هذه اللقاءات الإنسانية وهى من البلدان التى لاتراعى حق الانسان مطلقا والشواهد على ذلك اكثر من ان تطرح .
السعودية التى تتحدث عن عقد مؤتمر دولى لمكافحة كورونا هى التى تقتل اليمنيين وتدمر منشآتهم الصحية ومؤسساتهم الخدمية وتمنع المرضى من السفر للعلاج وتحاصر البلد مانعة الغذاء والدواء عن ملايين اليمنيين ، وهذه شهادات منظمة الصليب الاحمر التى قالت :
“لقد تم تدمير أنظمة الرعاية الصحية في اليمن”.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يوجد أكثر من 1.3 مليون حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في اليمن، ما أدى إلى أكبر تفش للكوليرا في العالم عام 2017.
ومع تفشي الفيروس التاجي “كوفيد-19” في جميع أنحاء العالم، يفتقر اليمنيون إلى البنية الصحية العامة الأساسية اللازمة لمواجهة مثل هذا التهديد.