يضع المدافعون عن سياسة ولي العهد السعودي، لاسيما في مجال الترفيه النقد، حتى النقد المنطقي والرصين، لإسلوب الترفية الذي يعتمده ابن سلمان، والذي ينفذه ذراعه اليمنى ال الشيخ، في خانة الحسد، وانهم يريدون حرمان الشعب السعودي من الشيء الذي يحللونه على انفسهم ، ولا يريدون ان يروا الشعب السعودي فرحا كباقي الشعوب الاخرى، بـ”ذريعة” ان الجزيرة العربية مهد الاسلام.
• متى يفهم أولئك الذين يدافعون عن نشر المنكرات في السعودية بحجة أنها موجودة في جميع دول العالم، أن أرض الحرمين ليست كباقي البقاع .؟! متى يفهمون أن لها قدسية ولها وضعها الخاص.؟! متى يفهمون أن فيها الكعبة المشرفة، وقبر خير إنسان على هذه الارض.؟!
• لعل من نافلة القول التذكير انه ليس هناك من ينكر على السعوديين ان يكونوا فرحين، او ان يعيشوا الرفاهية، فليس هناك من انسان سوي ينكر ذلك، وان الاسلام اكد وبصريح النص القراني ان الانسان بحاجة الى الرفاهية والفرح، حيث يقول عز من قائل”ولا تنس نصيبك من الدنيا”.
• ولكن مايفعل ابن سلمان وال الشيخ، لا هو ترفيه ولا يمت للترفيه بصلة، بل هو ابتذال ونشر الرذيلة في المجتمع السعودي، خاصة في اوساط الشباب، من أجل تغييبهم وتغريبهم، فإبن سلمان يدرك جيد انه ليس بإمكانه ان يحكم السعودية على مدى نصف قرن، إلا على أكتاف شباب ممسوخ لا يميز الناقة من الجمل.
• ونحن نكتب هذا المقال، بدأت فعاليات مهرجان “ساوندستورم” الموسيقي الذي تستضيفه السعودية للعام الرابع على التوالي منذ انطلاقه عام 2019، ويعد هذا الحفل الموسيقي، وفقا لـ”موقع سي إن إن” الامريكي، الأكثر صخبا في العالم.!، حيث استقبل 730 ألف شخص في العام الماضي!.
• اللافت ان حفل “ساوندستورم” السعودي، تجاوز في صخبه وعدد المشاركين فيه، مهرجان “كرنفال إليكتريك دايزي”، والذي يعقد بمدينة لاس فيجاس الأميركية، ويُعد أكبر مهرجان للموسيقى الراقصة في أميركا الشمالية، وحضره أكثر من 400 ألف شخص بقليل، هذا العام.
• ترى اي ترفيه هذا الذي ينقل مئات الآلاف من الأشخاص، شابات وشباب، من جميع أنحاء السعودية ومنطقة الشرق الأوسط، إلى موقع صحراوي خارج العاصمة الرياض، على مدار 3 أيام ، في كل شتاء، للمشاركة في حفل موسيقي، تجاوز صخبه صخب احتفال لاس فيجاس الامريكي؟!.
• اللافت في حفلات الترفيه السلمانية، ان اغلب الفرق الموسيقية والمغنين والراقصين الغربيين المشاركين فيها، هم من الدواعر والعراة والشاذين ومنتجي وممثلي افلام اباحية في الغرب، الامر الذي أثار علامة استفهام كبيرة حول الاسباب التي دعت ابن سلمان الى ان يختار، اكثر النسخ ابتذالا وفضائحية، من بين اغلب نسخ الترفيه الرصينة؟!.
• بصريح العبارة، ما يفعله ابن سلمان في بلاد الحرمين ليس ترفيها بل دعارة، وهذه هي الحقيقة الصادمة والمؤلمة، كشف عنها رئيس الحركة الإسلامية للإصلاح في السعودية د.”سعد الفقيه”، وكأن ابن سلمان، يسابق الزمن، لمسخ الانسان السعودي في اقصر وقت ممكن، وهذا الحرص على السعودية والسعوديين، ليس بدافع “الحسد” ، كما يحلو لابواق ابن سلمان، ان يرددوه، بعد ان أعيتهم الحيلة، امام كل هذا الابتذال، الذي وصل الى الحضيض، تحت مسمى “الترفيه”.
* كاتب سياسي يمني