لأن مرض الپارانويا Paranoïa متأصِّل في لاوعي التونسي الذي جعلته مناهج التدريس المتخلفة يكفر بالثالوث المحرم : الماركسية والداروينية وعلم النفس التحليلي (داعش لم يأتِ من فراغ) فإن اي اتفاق توقعه بلادنا يضمن حقوقها ضمن ترافُدِ المصالح مع أطراف أخرى، يتحول الى صفقة وتضحية بالحقوق…
قراءة لا ترى المعطيات الأساسية لأي مفاوضات والتي تتمثل في ظرفنا حالي في ما يلي :
1/ما يحققه كل طرف مرهون بموازين القوى داخليا وضمن التشكل الجيوسياسي. هل حقا تونس تحت الضغط القاتل ام ان كل الأطراف الأوروبية الأخرى على حافة الانهيار الحكومي وتخشى انفراط عقدها السياسي؟ هولاندا وايطاليا مثالا!
2/هل ذهبت تونس الرسمية بتفويض واسع الى المفاوضات ام أن الطيف العميل وأذرع الاستعمار المتجدد ودعاة التفسخ الوطني اشتغلت بأقصى طاقاتها لإفساد العملية؟
3/هل حقا مسألة الهجرة السرية مسألة حقوقية ام قناة تمويل وعمالة وتنفيذ اجندات؟
4/ما افتكته تونس يمثل حدثا مستجدا للغرب الذي لا يفاوض الا من موقع الآمِرِ الناهي. ثلاث زيارات الى قرطاج لإقرار اتفاق احتوى على مطالب تونسية سيادية اثبتت أننا إزاء وضع جديد لا تستوعبه عقول الذين استقروا دهورا في الهزيمة والإنكسار والتنازل.
فقط للتذكير، لم تكن الاتفاقات تناقش سياديا مع طرف واحد شرعي، بل كانت تُقدَّمُ في شكل أوامر للعملاء في جلسات السفارات… جلسات يتسابق فيها السياسيون الفشلة ليظفروا بفتات الوكالة.
الصورة… فقط لنتذكر طبيعة العلاقات مع “أسياد” الأمس لمن خانتهم الذاكرة… وأشياء أخرى.
الوسومتونس والاتحاد الاوروبي رافع الطبيب قيس سعيد
شاهد أيضاً
لا خيار … سوى كسر ظهر “الفساد والمفسدين” !!.. بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي
لا يوجد بلد يكاد يخلو من الفساد السياسي أو الفساد في مؤسساته، إلا أن …