حين نشرت مجلة القوات المسلحة خريطة المنطقة الممتدة من حدود تونس الجنوبية الى تخوم الهند في 2006, سنة انطلاق مشروع “الشرق الاوسط الجديد”, فهم الباكستانيون مدى الكارثة التي خطط لها “اصدقاؤهم” الامريكان والتي تقضي بتفتيت كيانهم وتقسيم ترابهم الوطني لتحويلهم الى قزم اقليمي ملحق بعدوهم الأزلي ؛ الهند.
منذ ذلك الحين والوطنيون في اسلام اباد يعملون، جيشا واحزابا وطنية، على افشال المشروع الامريكي الذي خطط له برنار لويس، العقل الاستراتيجي المؤسس لنظرية تقسيم المجالات لخلق بؤر صراع وحروب هووية ودينية.
حين دخل طالبان كابول، كان ضباط المخابرات الباكستانية في طليعتهم … لذا، نعيدها للمرة الألف، وصول طالبان للسلطة كارثة مجتمعية للافغان الذين عليهم الآن النضال لافتكاك الحقوق ولكن الأهم هو اسقاط ولو مرحلي لمشروع التقسيم والتفتيت الذي يستهدف البلدان المركزية او الغنية كإيران والسعودية والعراق وسوريا وليبيا والذي كان سيرفع عدد البلدان من عشرة الى 22 دويلة ومشيخة وكيانات قبلية… وكانت تونس ستشهد تقسيم ليبيا على حدودنا الى 3 دول، اضعفها وافقرها هي الكيان الغربي …
المهم اليوم وبعد انهيار المشروع، ان تعيد تونس قراءة الوضع الجيوسياسي الجديد وعقد تحالفات اقليمية جديدة لحفظ امننا القومي … فهذا العالم لا ينحني الا امام الكبار … وباكستان على علاتها، دولة نووية وجيشها عقائدي ونجحت في نسج اقوى الصداقات مع قوة الحاضر والمستقبل ؛ الصين.
الصورة : خريطة التقسيم … هم ينشرون، لكننا لا نقرأ في معظمنا …
الوسومالشرق الاوسط الجديد رافع الطبيب
شاهد أيضاً
كتب د. رافع الطبيب: العميل لا يوقّع إتفاقا…بل استسلاما !
لأن مرض الپارانويا Paranoïa متأصِّل في لاوعي التونسي الذي جعلته مناهج التدريس المتخلفة يكفر بالثالوث …