الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

كتب د . ناجي الفتلاوي: اعلامنا العربي … وتسطيح الاجواء الرمضانية

ليس بجديد ان توجه سهام النقد صوب اعلامنا العربي وعلى نحو الخصوص عندما يطرق بابنا شهر رمضان المبارك،  والحال الاول نحن امام اعلام يفتقد للبصيرة وحاله يشير الى انحراف كبير عن غاية وجوده، المفروض ان الاعلام يساهم مساهمة فاعلة في اتساع وزيادة مواطن تلقي الفرد العربي لمعارف واخلاقيات وافكار على اختلاف اشكالها مستثمرا (اي الاعلام) تركيبية طرق تحصيل المعرفة في ظل العصر المعلوماتي الانفجاري، والحال الثاني، لا شك في ارتباطية شهر رمضان باجواء روحانية تعبدية انسانية تتطلب استعدادا ذهنيا لتلقي كامل المعطيات الحسية الايجابية وهذا ما يجب ان يحصل اذا ما مارس الاعلام دوره القائم على اساس الامساك بمنصة المعرفة والمعلومة والخبر والفحوى والمضمون،  ولكن ما الذي حصل؟ هل غادر الاعلام العربي نكهة وجوب ما يجب ان يحصل في هكذا اجواء ؟ هل غادرت الحكمة الفضاء الاعلامي العربي ؟ فضلا عن ان يكون جريئا فيها كما يقول الشاعر (اللاتيني هوراس) مروجا لهشاشة وتفاهة بل ويقعد لها اكثر في خصوصية زمانية تخص شهر فضيل يفترض ان يتم الاستعداد له لاجراء التغيير في المنظومة المجتمعية نحو الاحسن والاكثر ارتكازا،  فما الذي حصل ؟

ان السرعة والتكثيف والاختزال والتاكيد على القشرية بات تحديا يمارسه الاعلام بوجه هذا الشهر الفضيل، بات الاعلام لا يمنحنا الاسترخاء من اجل اقتناص فكرة منظمة وهذه بدورها تمنحنا قدرة العمل والامساك بمنهجية تعبير جادة تنقلنا نحو الافضل، بل المائز الاكبر له هو محض منتوجات لفظية وصوتية وصورية تقود الى فوضى التفكير والتعبير، والسؤال الاهم، هل نجح اعلامنا العربي في شهر رمضان بخلق وعي نابض بالعطاء ؟هل جعل منا عمالا للمعرفة كما يقول الاميركي (بيتر دركر) ؟ هل جعلنا واعين ومحركين وببصيرة لادوات النقد البناء ؟هل ساعدنا في تنظيم سلم اولوياتنا ؟ من زاوية اخرى ذات صلة لصيقة،  مالذي تحققه حزمة البرامج والمسلسلات التي تعرض في الوقت الذهبي (بعد الافطار)على فضائياتنا العربية في شهر رمضان ؟ الاجابة قطعا كلا والف كلا، واقعا،  لقد نجح الاعلام العربي في سلبنا فاعلية الزمان الرمضاني، بل انه ساهم مساهمة فاعلة في اختراع مفهوم سلبي عن الزمان عبر اخضاعه لبرامج ومسلسلات في جلها تعمل على اهانة الانسان وتقزيم عقله والتقليل من قيمته وحرف سلوكه بل انها تريد ان تجعل من نفسها جملة مقارنة ونقطة اقتداء ومثالا للنموذج الذي يجب ان يتحول المجتمع على شاكلته،  والسؤال الاكثر اهمية من غيره،  ما السبب في تركيز المنظومة الاعلامية العربية على انتاج هكذا نمط من البرامج والمواد في هذا الشهر الفضيل مع تعمد تركها لبرامج تعمل على ايضاح مقاصد الاسلام وبناء الانسان ؟ بل والادهى انها تخصص ميزانيات مالية انفجارية لهكذا برامج،  المستهدف لهذا كله وحسب ما ارى هو خلق انقلاب ماهوي في شخصية الفرد العربي المسلم كي يبقى على الهامش دائما بل وتختل لديه معيارية القيم وصولا الى تسطيح وعيه،  ولا اخفي في هذا الموضع ايماني المطلق بنظرية المؤامرة .

شاهد أيضاً

الدراما التلفزية: عدة دعاوى قضائية لِـوقْف مُسلسلات رمضانية في القنوات العربية

انتصف شهر رمضان 2022، و رغم ذلك باتت دعوات وقف المسلسلات بالعشرات من مصر و …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024