اذا كانت استضافة النظام البحريني لورشة كوشنير الاقتصادية لبيع القضية الفلسطينية بالمال العربي هي خيانة لشعب هذا البلد الشقيق وطعنة نجلاء في ظهر الشعب الفلسطيني فان المواقف التي عبر عنها وزير خارجية المشيخة خالد ال خليفة في المقابلة المتلفزة التي أجرتها معه القناة الاسرائيلية (13)تؤكد ان الطبقة الحاكمة هناك صهيونية المعتقد والولاء ايضا
ففي هذه المقابلة اكد الوزير الذي لم يترك لشعب البحرين ما يأكله على حق اسرائيل في الوجود وأعلن على رؤوس الأشهاد عن تبني الرواية الصهيونية حول الصراع معة الفلسطينيين والعرب وحاول تسويق الشق الاقتصادي من صفقة القرن التصفوية على انها فرصة تاريخية لحل القضية الفلسطينية
ولأن صحابة فكره لا تنسجم مع ضخامة جثته فقد اختار مدخلا غبيا للهجوم على ايران حيث اتهمها بانتهاج سياسة عرقلة ولا زالت تعرقل تطبيع علاقات النظام الرسمي العربي مع اسرائيل غير مدرك بان هذه التهمة التي يوجهها لايران هي تهمة مشرفة لها و ترفع من أسهمها في أوساط الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية ولدى أحرار العالم ولا تعيبها او تنتقص من قيمتها مطلقا.
فايران مستهدفة في الاساس لانها تنتهج موقفا أيديولوجيا وسياسيا مؤيدا للقضية الفلسطينية وداعما لحركات المقاومة الفلسطينية والعربية ومعاديا لاسرائيل وعرقلة تمرير صفقة القرن التي استضافت البحرين شقها الاقتصادي (ورشة البحرين) ليس طمعا في الحصول على رشى مالية فحسب وانما ايضا عن قناعة فكرية كما أكد وزير الخارجية البحرينية مع القناة الاسرائيلية مما يؤكد بان حكام البحرين للحالتين صهاينة.
فالصهاينة يمكن ان يكونوا يهودا (علما انه ليس بالضرورة ان يكون كل يهودي صهيونيا ) والصهاينة يمكن ان يكونوا مسيحيين (علما انه ليس بالضرورة ان يكون كل مسيحي صهيونيا) والصهاينة يمكن ان يكونوا من ابناء الطائفة العربية الدرزية في فلسطين (علما انه ليس بالضرورة ان يكون كل دوري صهيونيا)والصهاينة يمكن ان يكون من ضمنهم عربا.
وهذا إن دل على شيء فانه يدل على ان ايران مستهدفة من قبل امريكا واسرائيل الصهاينة العرب والعجم ليس بسبب برنامجها النووي كما يزعم ترامب وصقور إدارته وانما لان حكامها ليسوا صهاينة ويرفضون الاذعان للضغوط الأمريكية الهادفة لتمرير مشروع التصفية للقضية الفلسطينية المسمى بصفقة القرن.
وكما كتبت ذات يوم فانه لن يكون هنالك مشكلة عند الولايات المتحدة الامريكية ان توافق على رفع الحصار والعقوبات الاقتصادية فورا عن ايران بل وان توافق ايضا على اعادة تنصيبها شرطيا على الخليج برمته كما كانت ايام شاه ايران المخلوع قبل اربعين عاما على حساب السعودية والإمارات لو انها سمعت من قادتها كلمة السر التي يريدها ترامب: نعترف باسراىيل وحقها بالوجود .
واخيرا فانني لا أستبعد مطلقا ان يكون اختيار البحرين مكانا لعقد ورشة المنامة هو مقدمة لتقديم البحرين هدية لليهود (المساكين) سيما وأنها كانت مكانا مقترحا لاقامة وطن قومي لليهود قبل صدور وعد بلفور باختيار فلسطين مكانا لذلك الوطن بشهرين فقط كما تؤكد المصادر التاريخية.
فقصّة حكام البحرين مع اسرائيل هي قصة خيانة أيديولوجية قبل ان تكون خيانة سياسية.