أعلن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي يشن هجوما للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس منذ أكثر من أربعة أشهر، تدمير طائرة لقوات حكومة الوفاق داخل القاعدة الجوية بمصراتة التي تبعد 200 كلم شرق طرابلس.
وقال المركز الإعلامي للجيش الليبي في بيان عبر فيسبوك الأربعاء “نسور الجو يدمرون طائرة مقاتلة من نوع (ال 39) على مدرج مطار مصراتة العسكري، كانت تقصف المدنيين على تخوم طرابلس”.
ولم تؤكد قوات حكومة الوفاق تدمير الطائرة كما لم تنف ذلك.
لكن صورا تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي اظهرت تصاعد أعمدة الدخان من داخل القاعدة الجوية بمصراتة.
ويأتي تدمير الطائرة غداة إعلان الجيش الليبي استهداف القاعدة الجوية بمصراتة وتدمير طائرة شحن عسكرية.
ويبدو ان الجيش الليبي يعتمد استراتيجية مبنية على استهداف ما تبقى من الطائرات المقاتلة او الطائرات المسيرة التي زودتها تركيا لقوات الوفاق.
واستهداف القوات الليبية لمصراتة عصب المسلحين المتورطين في نشر الفوضى والاقتتال في ليبيا رسالة الى حلفائهم وبالتحديد تركيا وقطر بان الجيش يملك من القدرات التي تمكنه من الوصول كذلك الى الموانئ التي تستعمل لإنزال السلاح التركي ونقله الى المتطرفين.
وكانت حكومة الوفاق الليبية عمدت الى تصعيد هجماتها وذلك باستهداف قواعد الجيش الليبي وبالتحديد قاعدة الجفرة الجوية وسط البلاد مستغلة التسليح التركي بعد أن حققت القوات الليبية تقدما في طرابلس وبعد حديث حفتر عن اقتراب رفع راية النصر في العاصمة وتخليصها من الجماعات المتشددة والميليشيات.
وياتي هذا الاستهداف بعد يوم من إعلان قوات الجيش الليبي إسقاط طائرة مسيرة تابعة لقوات حكومة “الوفاق” في الجفرة.
ويرى مراقبون ان الهجوم الذي نفذ على القاعدة الجوية في الجفرة تم عبر طائرات مسيرة تركية قامت أنقرة بتسليمها لحكومة الوفاق.
ويبدو ان انتهاء خزينة حكومة الوفاق من الطيران العادي وتراكم خسائرها من الطائرات المسيرة بفعل الضربات التي نفذها الجيش الليبي دفع بحكومة السراج الى اللجوء للحليف التركي لتزويده بطائرات مسيرة.
قوات الوفاق غير قادرة على مواجهة الجيش الليبي دون الدعم التركي
ويظهر ان قوات الوفاق غير قادرة على مواجهة الجيش الليبي دون الاستعانة بالاسلحة والمعدات التركية حيث تحولت الطائرات التركية المسيرة الوسيلة الوحيدة لاستهداف قواعد الجيش في وسط وجنوب البلاد.
وقدمت أنقرة للسلطة في طرابلس المدعومة من ميليشيات مسلحة، طائرات مسيرة وشاحنات ومدرعات في خرق واضح لقرارات الأمم المتحدة التي تحظر السلاح عن ليبيا.
ورغم الحظر الدولي استمرت تركيا في تزويد الجماعات المسلحة وحكومة الوفاق بالمال والسلاح، الأمر الذي يؤجج التوتر بين فرقاء الساحة الليبية وفي دعم من شأنه تقوية الجماعات المتطرفة.
وتسعى حكومة السراج الى التنفيس عن الضغط الذي تتعرض لها قواتها في العاصمة طرابلس وذلك بشن هجمات على قواعد للجيش في الوسط والجنوب.
وتواصل قوات الجيش الليبي منذ الرابع من أفريل الماضي هجوماً للسيطرة على طرابلس حيث مقرّ حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة.
وتسبّبت المعارك التي دخلت الشهر الخامس بسقوط نحو 1100 قتيل وإصابة 5762 بجروح بينهم مدنيون، فيما تخطى عدد النازحين مئة ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.