الإثنين , 25 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

مخطط نتنياهو لنزع سلاح المقاومة .. السحر ينقلب على الساحر…بقلم المهندس ميشيل كلاغاصي

اسبوع دامي , وعنف وإرهاب إسرائيلي غير مسبوق , صبت فيه قوات جيش الإحتلال الإسرائيلي وقوات الشرطة والمؤسسة الأمنية والمستوطنين جام حقدهم ووحشيتهم , ضد الشعب الفلسطيني وعلى الأراضي الفلسطينية , تجاوزوا فيها كافة القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن , على مرأى كافة دول العالم وصمت الغالبية منها , ما دفع سلطات الإحتلال الإسرائيلي للمزيد من التمادي في إغتصاب الأراضي الفلسطينية , ولإرتكاب أبشع المجازر بحق الفلسطينيين , اللذين فقدوا كل أمان ولم تعد جدران بيوتهم تحميهم , وبات الدفاع عن النفس والأرض والعرض والمقدسات جريمة يرتكبها الفلسطينيون بنظر الولايات المتحدة وفرنسا ومئات الدول التابعة , في وقتٍ رأت فيه إدارة بايدن أنه :”من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها” !..
فقد سعت سلطات “الدولة اليهودية” المزعومة واللاشرعية والمعلنة من جانب واحد , إلى إجلاء وطرد الفلسطينيين من بيوتهم والإستيلاء عليها بالقوة في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية ، الذي احتلته “إسرائيل” بشكل غير قانوني منذ عام 1967 ، بهدف إنشاء مستوطنات استعمارية جديدة هناك , كما منعت الفلسطينيين من التجمع بالقرب من باب العامود وقيدت عدد المصلين في المسجد الأقصى , دون مراعاة أيام العبادة والصلاة في شهر رمضان المبارك , من خلال الكنه العنصري وأكاذيب الديمقراطية الإسرائيلية حيال إحترام حرية الإعتقاد الديني وحقوق الإنسان ، عبر استخدام القوة والهمجية والوحشية وسفك دماء الفلسطينيين.
ومع القوة المفرطة والعنف والإرهاب , لم يجد الفلسطينيون بداً من الإحتجاج في حي الشيخ جراح , حتى داخل المسجد الأقصى , وجاء الرد الإسرائيلي الأولي , عبر مهاجمة المدنيين وكبار السن والأطفال بالرصاص المطاطي و القنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع , وبحملات الإعتقال والتعذيب.
لم تستجيب سلطات الإحتلال لإنذار حركة حماس وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية , لسحب قواتها العسكرية والأمنية ومستعربيها واستخباراتها , من باحات المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين , فكان لا بد من نصرة الأهالي والمدنيين العزل , فأطلقت المقاومة صواريخها من غزة لردع العدوان الغاشم , لكن وحشية القيادة الإسرائيلية ومخططاتها الجديدة , دفعتها لإستخدام القوة العسكرية المفرطة والقصف المركز على المباني الخدمية والطبية ( برج الجلاء , بنك الانتاج المركزي , مشفى الشفاء ) في غزة , وإلى شن عشرات الهجمات الجوية عبر أكثر من ثمانون طائرة حربية , فأوقعت الدمار الهائل وأزهقت أكثر من 140 شهيداً , وعدد كبير من الجرحى والمصابين.
وعلى الرغم من جميع الجرائم الوحشية التي ارتكبتها ضد الشعب الفلسطيني , إلاّ أنها ماضية وبكل وقاحة بتأكيد حقها في الدفاع عن نفسها , وبإتهام المجتمع الدولي بالإنحياز ضدها .. وللأسف لا زال العالم صامتاً ولم يتحرك في الإتجاه الصحيح , ويسمح لعصابات الكيان الإسرائيلي بإنتهاك القانون الدولي والإفلات من العقاب.
ويبقى السؤال والإتهام للمجرم نتنياهو , لماذا حي الشيخ جراح اليوم ؟ … من المؤكد أنه خطط لإجبار الفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم بالوسائط العسكرية , وإطلاق صواريخهم الرادعة والدفاعية , من أجل أن يحصل على ذريعةٍ جديدة لحملة “إسرائيلية” ضد حماس وباقي الفصائل الفلسطينية والسلاح الفلسطيني المقاوم , ولتعزيز صورته ومصداقيته المفقودة , ولإستمالة متطرفي اليمين الإسرائيلي , وإشباع شهواتهم وتعطشهم لسفك الدم الفلسطيني , ليعود “البطل اليهودي” في نظر ناخبيه…
وما يعزز هذه القناعة , إصرار الإعلام الإسرائيلي على عرض ونشر صور وفيديوهات الصواريخ الفلسطينية , وللإعلان عن أعدادها والتي تجاوزت الـ 1300 صاروخ – بحسب الإعلام الإسرائيلي – , وتسليط الأضواء على “الضحايا” الإسرائيليين والأضرار المادية الكبيرة التي ألحقتها الصواريخ الفلسطينية , وكلام وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بأن: “الجيش سيواصل هجومه من أجل ضمان هدوء تام ودائم” , في إشارة واضحة إلى ضرورة وقف حماس والفصائل الأخرى “تهديداتها بإطلاق الصواريخ على إسرائيل”, وكلام وزير خارجية الإتحاد الأوروبي بأن: “الإطلاق العشوائي للقذائف من قبل حماس وجماعات أخرى على المدنيين الإسرائيليين أمر غير مقبول” , وكلام وزير الخارجية الفرنسي الذي أدان “هجمات حماس” , وما أشيع عن مطالبة الجانب الإسرائيلي في مفاوضات التهدئة مع الأمريكيين والمصريين , بتجميع ووضع السلاح الفلسطيني تحت حراسة ومراقبة مصرية – أمريكية, وبمنع إطلاق الصواريخ من غزة , مقابل وقف العملية العسكرية الإسرائيلية , وعودة الهدوء.
بات واضحاً أن حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية , تواجه مؤامرة دولية جديدة , تستهدف سلاح المقاومة بالتحديد , ومحاولة إقصاؤه وتحييده عن معارك الصراع المستمر , تحت عنوان “نزع السلاح” , وهو الأمر ذاته الذي يتعرض له حزب الله والمقاومة اللبنانية داخلياً وخارجياً, والحشد الشعبي وكافة فصائل المقاومة العراقية , وأنصار الله اليمنية …إلخ … لا يحتاج الأمر إلى عناء كبير لكشف المخططات الجديدة , التي تستهدف روح المقاومة وإنتزاعها من قلوب وسواعد المقاومة على مساحة الوطن العربي , وكافة الدول المناهضة للمشروع الصهيو – أمريكي في المنطقة والعالم .
كان لا بد للمواجهة والمقاومة أن تستمر, و ألا يتم التوصل إلى تهدئة , وبات من الأهمية بمكان استمرار خروج الشارع العربي والدولي للتظاهر وإعلان الدعم الشعبي للمقاومة والشعب الفلسطيني , بالتوازي مع عديد المحاولات لإقتحام الحدود والأسلاك الشائكة عبر الحدود اللبنانية والأردنية , وبيانات المقاومة العراقية وجهوزيتها , وما أشيع عن صواريخ سورية أطلقت بإتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة …
فشل نتنياهو في مخططه , ولن يتوقف إطلاق النار وفق الشروط الإسرائيلية , فالمقاومة قادت المواجهة بتوقيتها وبإيقاعها , وجعلت ما تسمى “دولة إسرائيل” تقف على “رجل واحدة” , وأصبح نتنياهو مادةً للسخرية في بيئته الداخلية ووسط حشوده العسكرية , وخارج الحدود , وأمام العالم .
ومع سقوط نتنياهو وفضيحة هزيمته العسكرية , لا بد من مضاعفة الإلتفاف ودعم المقاومة على كافة الساحات والجبهات , لتحصين الموقف السياسي , وتحويله إلى نصر يوازي النصر الميداني , كي تتمكن المقاومة من فرض الشروط الفلسطينية والعربية على العالم المتواطئ , وعلى قادة الكيان المتهالك الضعيف , خصوصاً في هذه اللحظات التي يبدو فيها التحرير أقرب والنصر أقرب من أي وقتٍ مضى , حتى لو أدى ذلك إندلاع الحرب الشاملة , التي لطالما انتظرها المقاومين والشرفاء لإنهاء صفحة الإجرام والإحتلال الصهيوني , وطرده نهائياً من الأراضي المحتلة ومن العقول والعروش العربية المتعفنة.

شاهد أيضاً

72 ساعة لولادة الشيطان الجديد.. أمريكا بلا مساحيق التجميل…بقلم م. ميشال كلاغاصي

ساعات قليلة تفصل العالم عن متابعة الحدث الكبير, ألا وهو الإنتخابات الرئاسية الأمريكية, و”العرس الديمقراطي” …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024