الجمعة , 22 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

مرتزقة أمريكيون برتب عسكرية إماراتية لتصفية زعماء سياسيين يمنيين

نشر موقع “بازفيد” تقريرا لمراسله “أرام روستون”، يكشف فيه عن وجود مرتزقة أمريكيين تم استئجارهم من قبل مرتزق إسرائيلي من أجل القيام بعمليات اغتيال في الشرق الأوسط.

ويشير التقرير بحسب “عربي 21″، إلى أن رجال القوات الأمريكية الخاصة من أصحاب “القبعات الخضراء” و”نيفي سيل” ممن تم تدريبهم لحماية الأمريكيين، يعملون الآن لحساب شركة في المملكة الصحراوية الصغيرة الإمارات العربية المتحدة، لافتا إلى أن هؤلاء الرجال الذين ظهروا في شوارع مدينة عدن في 29 ديسمبر 2015 كانت لديهم مهمة، وهي القيام بعمليات اغتيال.

ويكشف روستون عن أن الهجمات التي يقوم بها المرتزقة أو رجال العمليات الخاصة، وصفها اثنان من المشاركين وتم التأكد منها، مشيرا إلى أن عددا من رجال القوات الخاصة الذين تدربوا تدريبا متفوقا عملوا ولأشهر مرتزقة لقتل قادة إسلاميين سياسيين بارزين.

ويذكر الموقع أن هدفهم في تلك الليلة كان “أنصاف علي مايو”، زعيم الفرع المحلي لحزب الإصلاح، الذي تعده الإمارات جزءا من جماعة الإخوان المسلمين، وهي حركة “إرهابية” برأيها، فيما يصر مؤيدو الإصلاح، الذين فاز أحد أعضائهم بجائزة نوبل للسلام، على أنهم حركة سلمية، ويجب الحديث معهم بدلا من استخدام العنف ضدهم، لافتا إلى أن الهدف كان زرع قنبلة على باب مقر الإصلاح القريب من ستاد ميناء عدن، حيث كان الغرض، قتلُ كل من سيكونون فيه.

ويلفت التقرير إلى أن العملية ضد مايو، وإن تم إبرازها في الإعلام، إلا أنها كانت بداية سلسلة اغتيالات استهدفتها الشركة، واسمها “سبير أوبريشن غروب”، ومسجلة في ولاية ديلاوار، ويديرها الهنغاري الإسرائيلي “أبراهام غولان”، الذي يعمل في التعهدات الأمنية، ويعيش خارج بيتسبرغ، وقاد الهجوم ضد مايو، ونقل عنه “بازفيد” قوله: “كان هناك برنامج اغتيالات في اليمن.. كنت أديره وقمنا به ووافقت عليه الإمارات ضمن التحالف”.

ويذكر الكاتب أن المكتب الإعلامي في السفارة الإماراتية في واشنطن لم يرد على تساؤلات الموقع، ولا شركة العلاقات العامة التي تتعامل مع الإمارات “هاربر غروب”.

ويفيد الموقع بأن الكشف عن دور دولة خليجية في برنامج اغتيالات يأتي في وقت يثور فيه الجدل حول اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، واتهامات السعودية وولي العهد بالأمر بقتله داخل قنصلية بلاده قبل أسبوعين.
وينقل التقرير عن غولان، قوله إن عمله في اليمن أدى إلى سلسلة من أهم الاغتيالات، مع أنه رفض التصريح عن أسماء الذين طالهم البرنامج، وأضاف أن الولايات المتحدة بحاجة لبرنامج كهذا، “أريد أن يكون هناك نقاش.. قد أكون وحشا، وقد أكون في السجن، وقد أكون شخصا سيئا لكنني على حق”.

ويرى روستون أن مجموعة “سبير” للعمليات، التي قامت بالاغتيالات للمسؤولين اليمنيين هي بمثابة تداخل في ثلاثة تطورات، وهي تحول الحرب على الإرهاب من العمليات العسكرية التقليدية إلى قتل أفراد، وتحول الحروب إلى عمليات خصخصة بدرجة كبيرة، واعتماد الحروب الطويلة في العراق وأفغانستان على قوات النخبة والعمليات الخاصة.

وينوه الموقع إلى أن الشركة حولت هذه الملامح الثلاثة إلى عقود عسكرية للقتل، مشيرا إلى قول الخبراء إن الإمارات العربية المتحدة لم تكن لتقوم بهذه العمليات دون علم من الولايات المتحدة، خاصة أن معظم الذين يعملون مرتزقة هم من القوات الخاصة، وكان أحدهم يعمل في “سي آي إيه”، فيما كان آخر يعمل في الحرس الوطني في ميريلاند، وكان هناك ثالث يعمل في الاحتياط في “نيفي سيل”، وهي الوحدة التي قتلت أسامة بن لادن.

ويورد التقرير نقلا عن “سي آي إيه” قولها إنها لا تعلم بهذه الشركة، ونفى عميل في الوكالة عمل في الإمارات مساهمة أمريكيين في الشركة، لكنه عندما فحص اكتشف صحة الأمر، واتصل مع كاتب التقرير، معبرا عن دهشته، مشيرا إلى قول مصادر إن “سبير” رتبت لتعطي الإمارات المرتزقة المشاركين في عملياتها رتبا عسكرية لتكون بمثابة غطاء قانوني.

ويكشف الكاتب عن أنه تم ترتيب العملية التي جلبت المرتزقة إلى شوارع عدن في أبو ظبي، وعلى غداء في مطعم إيطالي، فوصل غولان وعضو سابق في القوات الأمريكية الخاصة، وهو إسحاق غيلمور، إلى أبو ظبي لتقديم عرضهما، وكان من استضافهما هو مسؤول الأمن السابق المطرود من السلطة الوطنية الفلسطينية “محمد دحلان”. وقال غيلمور إن الغداء في المطعم الإيطالي في نادي الضباط الإماراتيين لم يتم الحديث فيه عن “قتل”، لكن مهمة واضحة، وهي استهداف قادة الإصلاح، لا اعتقالهم أو سجنهم، فيما قال إن الطلب منه كان واضحا، وهو “تدمير وعرقلة” الإصلاح، الذي وصفه بـ “الفرع السياسي لمنظمة إرهابية”.
ويفيد الموقع بأن غولان وغيلمور وعدا بتشكيل مجموعة ذات كفاءات قادرة على القيام بالمهمة، وبعد أسابيع من الغداء وعد الفريق بالحصول على 1.5 مليون دولار في الشهر، وكانوا سيحصلون على علاوات إن كانت عملياتهم ناجحة، ولم يقل غولان وغليمور كم هي العلاوات، لكنهما عرضا القيام بأول عملية لهما بنصف السعر لإظهار ما يمكنهما عمله، وستقوم “سبير” بتدريب الجنود الإماراتيين على عمليات الكوماندوز.

وبحسب التقرير، فإن غولان وغيلمور وضعا شرطا آخر، وهو دمجهما في القوات الإماراتية، وطلبا أن تأتي الأسلحة والأرقام المتسلسلة لها من الضباط العسكريين، وهذا كله “لأسباب قانونية”، خاصة إن حدثت مشكلات فإن الإشارات التي يوفرها الجيش الإماراتي “ستقدم الفرق بين المرتزق والعسكري”.

ويورد روستون نقلا عن غيلمور وغولان، قولهما إن دحلان والحكومة الإماراتية وقعا العقد حتى تبدأ شركة “سبير” عملياتها، مشيرا إلى أن كلا من غيلمور وغولان أخذا البحث في الولايات المتحدة عن الجنود السابقين، وكانت لدى الشركة سوق واسعة للاختيار منها، خاصة أن قوات العمليات الخاصة زاد عددها في مرحلة ما بعد 11/ 9 من 33 ألفا إلى 70 ألف جنديا، وقال غيلمور وغولان إنهما كانا يعرضان على الجنود السابقين 25 ألف دولار في الشهر، أي حوالي 830 دولارا في اليوم، بالإضافة إلى العلاوات، مستدركا بأن اليمن كان بالنسبة للكثيرين منهم منطقة غير معروفة، ولهذا رفض الكثير من الجنود السابقين المشاركة في العملية.

وينقل الموقع عن غيلمور تعليقه قائلا: “كانت المنطقة رمادية بدرجة كافية”، مشيرا إلى أن غيلمور يعترف بأن لديه سجلا غير مثالي، ففي أثناء التدريب قال إنه أطلق النار على زميل له في قوات سيل، وهو ما دفعه إلى ترك الوحدة، وعمل في شركة لبيع الخمور، وأضاف أن تلك الوصمة في سجله العسكري هي ما دفعه للمشاركة في “سبير”، فكان من الخارج ولم يكن جندي احتياط وليس له راتب تقاعدي ليقلق من أجله.

ويشير التقرير إلى أنه في نهاية عام 2015 قام غولان، الذي قاد العملية، وغيلمور، بجمع عدد من الرجال، وكان منهم ثلاثة من جنود العمليات الخاصة، والبقية من جنود الفيلق الفرنسي الأجنبي، الذين كانوا يأخذون رواتب أقل، فقط حوالي 10 آلاف دولار، كما يتذكر غيلمور، وهو نصف ما خصصاه للجنود الأمريكيين، واجتمعوا في فندق قرب مطار “تيتبورو” في نيوجرسي، وكانوا يرتدون أزياء عسكرية مختلفة، وقبل السفر حضروا ما يكفي من الوجبات العسكرية “جاهزة للأكل”، وسترا واقية، وأجهزة اتصالات ومعدات طبية.

ويورد الكاتب نقلا عن غيلمور، قوله إنه اشترى سكينا خاصة وأدة من أجل تحضير الرؤوس المتفجرة للقنابل، مشيرا إلى أن الفريق لم ينس تحميل كميات من الويسكي، ثلاثة صناديق من ويسكي “بازل هايدن”، خاصة أنه من الصعب الحصول على الكحول في اليمن ولا البضائع الجيدة.

ويقول الموقع إنهم ركبوا طائرة مستأجرة تابعة لـ”غالفستريم جي 550″ في 15 ديسمبر، وبعد أن كانوا على متن الطائرة ذهب غيلمور إلى قمرة القيادة، وأخبرا الكابتن عن تغيير طفيف في الرحلة، وقال له بعد التزود بالوقود في اسكتلندا فإنهم لن يطيروا باتجاه مطار أبو ظبي، لكن إلى قاعدة عسكرية إماراتية في الصحراء.

ويلفت التقرير إلى أن المرتزقة ركبوا من هناك طائرة تابعة لسلاح الجو الإماراتي، التي نقلتهم لقاعدة عسكرية أخرى في ميناء عصب في أريتريا، ويتذكر غيلمور أن ضابطا إماراتيا شرح لهم خلال الرحلة طبيعة المهمة، وكيف قدم لهم 23 بطاقة عليها 23 اسما و23 وجها، وتحمل كل بطاقة معلومات مختصرة عن دور الرجل في السياسة اليمنية، وقال غيلمور إن بعضهم كانوا من حزب الإصلاح، وآخرين من رجال الدين، وإرهابيين، ومع ذلك فهو يعترف بأنه لا يعرفهم.

وحصل موقع “بازفيد نيوز” على بطاقة أهداف عليها اسم الرجل وصورته ورقم هاتفه وبقية المعلومات، وعلى الجانب العلوي من البطاقة شعار الحرس الرئاسي الإماراتي، وما هو غائب عن البطاقة هو السبب الذي جعله هدفا للقتل أو الجماعة التي كان مرتبطا بها، مشيرا إلى أنه لم يكن بالإمكان الاتصال به، أو معرفة ما إذا كان ميتا أو حيا.

ويبين روستون أن الاغتيالات أدت دورا مهما في الحروب الأمريكية والسياسة الخارجية، ففي عام 1945 أعطي “بيل المتوحش” دونوفان، مدير وكالة “أو أس أس”، التي سبقت “سي آي إيه”، خطة كاملة لنشر فريق في أوروبا لملاحقة وقتل قادة النازية هتلر وهيلمر وغورينغ وكذلك ضباط قوات الأمن الخاصة من رتبة ملازم إلى ما فوق، بحسب السيرة الذاتية التي كتبها دوغلاس ويلر لدونوفان، إلا أن الأخير لم تعجبه فكرة الاغتيالات بالجملة وألغى الخطة.

وينوه الموقع إلى أن “سي آي إيه” أدت خلال الحرب الباردة دورا في التخطيط والتآمر لاغتيال القادة الأجانب، مثل رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية “باتريس لومبومبا”، و”رافائيل تروجيلو” من الدومينيكان، و”نغو دين ديم” من فيتنام الجنوبية، فيما شنت الولايات المتحدة في أثناء حرب فيتنام “برنامج فونيكس”، فتعاونت “سي آي إيه” والجيش الأمريكي من أجل تصفية النقاد واغتيال قادة فيت كونغ، وبعدما كشف الكونغرس برامج الاغتيالات في السبعينيات من القرن الماضي قررت الولايات المتحدة اغتيال القادة الأجانب.

ويشير التقرير إلى أنه جاءت بعد ذلك الحرب على الإرهاب في ظل جورج دبليو بوش، واستخدمت “سي آي إيه” الطائرات دون طيار لقتل الإرهابيين، وطورت قدرات للاغتيال، مستدركا بأنه مع أن باراك أوباما قلل من سياسة الاغتيالات، إلا أنه زاد من استخدام الطائرات دون طيار في أفغانستان وباكستان والصومال واليمن.

ويلفت الكاتب إلى أن “سي آي إيه” أصبحت تقود الطائرات، وتستخدم أجهزة الرقابة لقتل من لا تعرف الولايات المتحدة أسماءهم “غارات مهدفة” لقتل أشخاص لعلاقاتهم ونشاطاتهم فقط، مشيرا إلى أن دونالد ترامب خفف من شروط استخدام الطائرات دون طيار، وفي الوقت الذي كان يتمكن فيه المتعهدون الأمنيون من قيادة الطائرات وصيانتها، إلا أن الضغط على الزر يظل من مهمة الضباط من أصحاب الرتب.

ويقول الموقع: “الآن أصبحت الاغتيالات المنظمة جزءا من الحرب في المنطقة، ولهذا طورت الإمارات شهيتها لها، وبدأ البلد باستعراض عضلاته العسكرية، وبحلول عام 2015 أصبحت لاعبا مهما في اليمن، وبدأت باستهداف حزب الإصلاح، الحزب السياسي الإسلامي الذي حصل على نسبة 20% من أصوات الناخبين التي عقدت في عام 2003”.

وينقل التقرير عن الخبيرة في شؤون اليمن في جامعة أوكسفورد “إليزابيث كيندال”، قولها إن حزب الإصلاح على خلاف تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة، يسعى للمشاركة السياسية، لكنها قالت إن المنطق الأمريكي من الغارات بالطائرات دون طيار، قد شرعن محاولات الدول الأخرى القيام باغتيالات، وأضافت: “إن غموض فكرة الحرب فتحت الباب أمام أي نظام ليقول: هذه هي حرب ضد الإرهاب”.

ويورد “روستون” نقلا عن “غيلمور وغولان”، قولهما إن “مايو” كان على رأس قائمة الأهداف، وكان قائد الإصلاح في عدن، وشجب الهجمات الأمريكية، حيث أخبر “واشنطن بوست” عام 2012 إن الغارات الجوية لم توقف تنظيم القاعدة بل عززت وجوده، مشيرا إلى أنه عندما سئل “غولان” عن شرعية وأخلاقية قتل شخص أعزل من السلاح وزعيم سياسي في الإصلاح مقارنة مع الإرهابيين المسلحين، فإنه قال: “هذه الثنائية هي ثنائية فكرية”.

وينقل الموقع عن غولان، قوله إن عمله في الاغتيالات يقوم على طريقة الاغتيالات الإسرائيلية، التي ظلت سياسة منذ نشوء إسرائيل، التي عملت بطريقة جيدة باستثناء بعض الإحراجات، ويقول إن بعض الإرهابيين خطيرون ولا يمكن اعتقالهم، ولهذا فإن قتلهم أنسب، ويؤكد أن فريقه ليس فرقة موت.

ويضيف غولان أن المهمة استمرت، وظل الإماراتيون يقدمون له أسماء دون ارتباط بحزب الإصلاح أو أي جماعة أو إرهابيين وغير ذلك، وقال إنه تردد بملاحقة هؤلاء الأفراد، و”هو زعم لم يتم التأكد منه”.

ويورد التقرير نقلا عن غولان وغيلمور، قولهما إن أهداف “سبير” كانت شرعية؛ لأن الإمارات العربية المتحدة هي التي قدمتها واختارتها، وهي حليفة للولايات المتحدة، وقال غيلمور إنه وغولان أخبرا الإمارات بأنهما لن يقوما بأعمال ضد المصالح الأمريكية، وقال غولان إنه كان يستطيع بعد أسبوع أو أسبوعين التفريق بين ما هو إرهابي أو غير ذلك، لكن غيلمور اعترف بأن بعض الأهداف تم تحديدها لأنها اختلفت مع العائلة المالكة في الإمارات، أي الشيخ محمد بن زايد، وقال: “هناك إمكانية أن الهدف لا يحبه محمد بن زايد، كنا نحاول أن نمنع حدوث هذا”.

ويقول الكاتب إنه عندما وصل الفريق إلى عدن فإنه سلم المرتزقة السلاح، لكنهم اندهشوا من السلاح الصيني الرديء والأر بي جي، وفي وقت لاحق حصلوا على رتبهم العسكرية، حيث حصل غولان على رتبة عقيد وغيلمور على لفتنانت كولونيل، وهي رتبة لرجل عزل من وحدة نيفي سيل برتبة ضابط صغير، لافتا إلى أنه لا يزال يحتفظ بشارته وعليها اسمه باللغتين العربية والإنجليزية.

ويفيد الموقع بان الفريق استخدم المصادر التي قدمتها لهم المخابرات الإماراتية، وتمت مراقبة الحياة اليومية لمايو، في بيته والمسجد الذي كان يصلي فيه، والتجارة التي كان يذهب إليها، ومع نهاية عيد الميلاد “الكريسماس” كان الفريق يناقش طريقة قتل مايو في كمين أو قنبلة أو رصاصة قناصة، وقال غيلمور: “كانت لدينا خمسة أو ستة مقترحات لملاحقته”، وبعد مراقبة سريعة لمقرات الإصلاح قرروا تفجير المقر.

وقال غيلمور إنه هو الذي قام برسم الخطة على أرضية خيمة، وأظهرت زاويا الهجوم والهروب، وبعد أن شرح لزملائه الخطة استل غيلمور سكينه، وقطع قماش الخيمة، وحرق الخطة قائلا إنه لا يريد حملها في يده، وبعد يومين وصلت لغيلمور وغولان أنباء عن اجتماع كبير في مكتب مايو، واجتمع غولان وغيلمور وجندي سابق في قوات دلتا لتنفيذ المهمة، وترك الثلاثة هوياتهم والمعلومات التي تكشف عنهم، وارتدوا ملابس مختلفة، وكانوا يحملون بنادق “إي كيه -47” وأحدهم قنبلة محشوة بالمسامير.

وبحسب التقرير، فإن غولان وغيلمور واثنين آخرين ركبوا في سيارة سوف مع جندي إماراتي بزي مدني، وهو الذي قاد السيارة، وتبعهم جنود الفرقة الفرنسية الأجنبية، الذين توقفوا على بعد مسافة قصيرة عن مكان الهجوم.

ويستدرك روستون بأنه من غير المعلوم ما حدث بالضبط، فمع وصول المرتزقة إلى البوابة لوضع القنبلة قام أحد زملائه بإطلاق النار، وكانت فوقهم طائرة دون طيار، وأطلق غيلمور النار على شخص، لكن بندقيته لم تطلق النار، وقال إنه لم يكن متأكدا ممن أطلق النار عليهم، ومع ذلك حمل المرتزقة القنبلة إلى الباب، ومن أجل الهروب فإنهم قفزوا إلى عربات عسكرية إماراتية، وحدث فجأة انفجار للقنبلة أمام الباب، وتبعها انفجار آخر في عربة المرتزقة التي فخخت للتغطية على مصدر القنبلة ولإرباك الإصلاح وزيادة الدمار.

ويذكر الموقع أن الفريق عاد دون تحقيق أي شيء يريدونه، أو التأكد من مقتل مايو، مثل صورة أو عينة من الحمض النووي، وهو ما أدى “إلى بعض المشكلات مع دحلان”.

وبحسب التقرير، فإن مايو اختفى ولم يعد ناشطا على صفحته في “فيسبوك”، وقال غيلمور وغولان إنه لم يعد ير في العلن، ولم يعلن الإصلاح عن وفاته، كما يفعل مع بقية الاغتيالات، والسبب كما قال متحدث باسم الحزب أن مايو نجا من المحاولة لأنه ترك البناية قبل 10 دقائق، ويعيش في السعودية، ولم يمت أحد في الهجوم الذي نفذه المرتزقة، وعاد مايو للظهور في السياسة اليمنية، وفي أيار/ مايو رشحه عبد ربه منصور هادي لمنصب، كما يقول المتخصص في جامعة توسون في ميرلاند تشارلز شميدتز، الذي أضاف أنه عثر على صورة يقف فيها مايو مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، فيما يرى غيلمور أن مايو تم تحييده، مشيرا إلى أن العملية كانت ناجحة لأن الهدف اختفى من الحياة العامة.

ويجد الكاتب أنه مع ذلك فإن العملية كانت بمثابة مرحلة جديدة في الحرب الإماراتية ضد الإصلاح، “وكانت نقطة الإعلان التي حددت النبرة، وهي أن الإصلاح أصبح هدفا”، وقال المتحدث باسم الإصلاح أن 29 كانون الأول/ ديسمبر كان أول هجوم، ومع تقدم عام 2016 تدهور الوضع في عدن، حيث بدأ اليمن يشهد قتل رموز الإصلاح وغيرهم وبوتيرة مثيرة للقلق.

وينقل الموقع عن “غريغوري جونسين” من مؤسسة الجزيرة في واشنطن، قوله: “يبدو أنها حملة اغتيالات”، وأضاف أن عدد من قتلوا يتراوح ما بين 25 و30 شخصا، فيما تقول كيندال: “هناك اعتقاد واسع على الأرض، وهو أن الإمارات العربية المتحدة هي وراء اغتيالات مسؤولي وناشطي الإصلاح”.

وعندما أظهر “بازفيد نيوز” أسماء وصور عدد القتلى، قال غيلمور إنه يعرف اثنين منهم، لكنه لم يشارك في قتلهما، وقال غولان إن فريقه شارك في عدة اغتيالات لكنه رفض تقديم عدد، وتخلصا من عناصر الفرقة الفرنسية الأجنبية واستبدلاهما بأمريكيين، وزودتهم الإمارات بأسلحة حديثة: مسدسات مع كاتم صوت، ومتفجرات سي 4، وبنادق أم 4، ودراجات نارية، وكلها جاءت من الجيش الأمريكي.

ويفيد التقرير بأن غيلمور قضى فترة قصيرة، حيث غادر “سبير” في نيسان/ أبريل 2016، ولم يقل لا هو ولا غولان السبب، لكن غيلمور تمنى لو كان أكثر شدة في اليمن، “لو أتيحت لي الفرصة مرة أخرى فلن أتوخى الحذر”.

ويكشف روستون عن أن أحد العناصر الجديدة الذين تم تجنيدهم بداية عام 2016 هو عضو نيفي سيل السابق دانيال كوربيت، وهو جندي سابق في أفغانستان والعراق، ولا يزال جندي احتياط، ويمكن أن يعاد نشره في أي وقت، ويحصل على راتبه من الحكومة، ومن المفترض أن يعود للتدريب لأشهر، لكنه في اليمن بعقد خاص مع جيش أجنبي، ومن غير المعلوم إن كان شارك في حملة الاغتيالات.

ويقول الموقع إن “الغريب أن كوربيت سجين في صربيا، حيث يتم التحقيق معه بسبب امتلاكه مسدسا بطريقة غير شرعية، ولا يزال الكثير بشأن فريق مرتزقة (سبير) غير معروف”.

ويبين التقرير أنه لم تكن لدى من شاركوا، عدة منهم، رغبة في الكشف عن تجربتهم، وعندما سئل أحد الأمريكيين إن كان عمل مع “سبير”، فإنه أجاب قائلا: “تعلم لو كان الأمر صحيحا فلن أستطيع مناقشة الموضوع”، فيما قال أحد عناصر القبعات الخضراء: “قصة كبيرة قد تكون جيدة، لكنها قد تكون مأساة لعدد من الأشخاص الطيبين ممن كانوا يقومون بعمل جيد، وربما لم يكن ذلك قانونيا بالضرورة”.

ويختم “بازفيد” تقريره بالإشارة إلى أن غيلمور قرر الحديث لأن القصة لو تم الكشف عنها فإنها ستصبح قصته ولن يختبئ منها، وترك العمل في المرتزقة وهو يعمل في كاليفورنيا مع شركة تقوم باستخلاص الزيت من الكانباس (حشيش) للمباخر.

شاهد أيضاً

الامارات تنسحب من قوة بحرية مشتركة تقودها أمريكا في الخليج

أعلنت الامارات عن انسحابها من قوة بحرية مشتركة تقودها الولايات المتحدة الامريكية في الخليج تعمل …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024