أثار مقال منصف المرزوقي والذي دعا فيه الى تنحية الرئيس التونسي على طريقة الراحل عبد العزيز بوتفليقة تعليقات واسعة في وسائل الإعلام المحلية والعالمية وتناولته أقلام كثيرة بالرد والمناقشة والحوار المثير للجدل بعض الصحف تساءلت: أي لعبة يلعبها المرزوقي وأخرى قالت إنه يدفع بتونس الى المجهول . كما تعني بكل بساطة أيضا أنه قد ارتمى بنفسه في مغامرة غير محسوبة العواقب.من الغباء السياسي مقارنة بين حكم بوتفليقة وسعيد لأن هذا الأخير لم تنتهي عهدته بينما الأخر حكم الجزائر مدة طويلة. لاشك أن الأزمة التي تعيشها تونس حاليا صعب للغاية، ولكن هذه الصعوبة لا تبرر الدفع بتونس الى الانزلاق. الواقع أن طرح المرزوقي البائسة الفاشلة تدخل في إطار حلم العودة لسدة الحكم .
صحيح أن باخرة النظام التونسي تتسرب إليها الماء من كل ناحية، والكلمات الطيبة التي تعود قائد الباخرة استعمالها لم تعد
صالحة لأن تخفي التصدع والشقوق الظاهرة .و الغريب حقا أن قائد الباخرة لا يدرك تطور الأشياء الذي يوشك أن يجعل الباخرة في خطر، وأن التفاؤل في وصول باخرة الإنقاذ من الخارج تفاؤل محدود. إن قائد الباخرة الآن يتهرب من الشروط الذي اشترطته النخبة لنقل الباخرة الى تونس ونحن لا ندري لماذا هذا التهرب ولماذا لا يجرؤ قائد الباخرة على قول الحقيقة للشعب التونسي. والسؤال الافتراضي هنا هو: هل أن جميع حظوظ التفاهم مع قائد الباخرة قد قضي عليها؟ إن الأغلبية الساحقة من ركاب الباخرة مستعدون لفتح مفاوضات مع قائد الباخرة ولكن هل هذا الأخيرة يستطيع أن يتخلى عن مغامرته الخطيرة ؟في الحقيقة أن خطوة البحث عن الدعم الخارجي يعتبر تعديا على أحد أهم ركائز الدبلوماسية التونسية، وهذا دليل على أن النظام التونسي وجد نفسه أمام أزمة داخلية خطيرة. إن الشعب التونسي وحده هو المسئول عن تسطير هذا المصير وعن علاقته مع الخارج .إن المنطق الحقيقي هو أن الحل يوجد في تونس.
الوسومالمنصف المرزوقي رابح بوكريش
شاهد أيضاً
هل نسيتم من أساء لنبينا؟؟…بقلم رابح بوكريش
لا شك أن واقع المسلمين الآن لا يتفق وأحكام الإسلام الحقيقية فقد شاعت بينهم الخلافات …