بقلم: محمد الرصافي المقداد |
لم يعد مستغربا أن تنكشف علاقة ما، بين الجماعات الارهابية الوهابية والاخوانية والكيان الصهيوني ، فلم يعد هناك ما يدعو الى الخجل من شيء يقدم عليه هؤلاء، فقد اعترف العدو الصهيوني مرات عديدة، باستقباله جرحى الارهابيين ومعالجتهم في مشافيه، ووصل عددهم مئات عولجوا وتعافوا من اصاباتهم، وأعيدوا الى المناطق التي سيطروا عليها. وكنّا ننتظر بعد تحرير محافظة درعا بريفيها الشرقي والغربي أن يكشف لنا رجال الله في الارض مؤيّدات أخرى تثبت تورط وعمالة هذه الجماعات التي وان اختلفت مسمياتها إلا أنها اتفقت جميعها على التعامل الكامل مع العدو الصهيوني وهي تقوم نيابة عنه بأداء ما كان يتمناه من الاضرار بسوريا، في محاولة لإجبارها على الركوع عنوة، والنزول عند رغبة الصهاينة في الاعتراف بهم، من كيان غاصب لفلسطين، الى دولة الاحتلال اسرائيل. وقد ترك الارهابيون بعد الاتفاق، الذي اشرفت عليه روسيا، ترسانة من الاسلحة المتطورة، الفرنسية والبريطانية والامريكية والصهيونية بكافة ذخائرها، استلمها هؤلاء من الاردن ومن الكيان الغاصب، دعما لهم في اعمالهم الارهابية، ودخلت في حيز الجيش العربي السوري، بموجب اتفاق استسلام المسلحين في محافظة درعا. واليوم ضاقت الارض السورية على هؤلاء العملاء، بما كانت فيما مضى رحبة، وبلغت قلوبهم وعوائلهم الحناجر، بدأت فلولهم المنكسرة والمهزومة، بمغادرة المناطق التي كانوا ينعمون فيها بحماية الجيش الصهيوني ودعمه لأعمالهم الارهابية، والانتقال الى الجانب الصهيوني عبر الجولان المحتل. اجلاء اختياري أجبروا عليه، حيث لم يعد لهم من مأمن يحميهم من تبعات جرائمهم، سوى الكيان الصهيوني، الذي ربطوا مصيرهم بمصيره، كما فعلها من قبل، جيش العميل لحد بجنوب لبنان، وهذه المشاهد المعبّرة على مدى انحطاط ادعياء الثورة السورية الزائفة، قد أثبتت ضمنيّا ما كان صرّح به قادتها، من عبارات ودّ للكيان الصهيوني، عبّروا فيها أن هذا الكيان الغاصب واقعا ليس عدوا، معتبرين إياه حليفا وداعما لهم، ومطالبين بتدخله العسكري في عدد من المرات، التي كانوا يحتاجون فيها لمن يدعمهم، وهو ما فعله الكيان الغاصب. ولا اعتقد أن عارا أكبر من هذا الذي نراه، يمكن ان يلحق بالوهابية والاخوان – العناوين الحقيقية للثورة السورية – من هذا الارتماء الفاضح، سوى ذلك الذي مشى في تنفيذه حكام النظام السعودي والاماراتي والبحراني، والمتمثل في هرولتهم بالسرعة القصوى، للتطبيع مع الكيان الصهيوني، بتعلّة توافق المصالح والتعاون المشترك، حيث لم يعد الكيان الصهيوني عدوا، وأصبحت إيران الاسلامية هي العدو بالنسبة الى هؤلاء، وان سألتهم عن السبب في هذا التحوّل والانقلاب الغريب في المواقف، فإنهم لن يجدوا ما يبررونه من ردّة فعل يائسة، سوى كيل التّهم الكاذبة ضد إيران. ومن مخيم (هاتاي) و(بوينويوغون) وبقية المخيمات التركية، الى مخيم الزعتري الاردني، وما أدراك ما الزعتري، الى احضان الكيان الصهيوني – أكرم وأنعم – تبدو مظاهر الانحطاط، لشرذمة ضالة، سارت على وقع خطط وتوجيهات أعداء سوريا، الذين قدموا أنفسهم اصدقاءها، كذبا وتضليلا للراي العام المحلي والعربي، الذي انطلت عليه مقولة الثورة، وكل من أكره على النزوح الى تلك المخيمات، أو مضى اليها بعائلاته طوعا، قد ذاق وبال صنيعه، فتاجر بهم صنّاع المؤامرة، بكافة أنواع التجارة، من المساومة والتلاعب بأبسط حقوقهم، الى اغتصاب اطفال وفتيات ونساء، فقد كشفت صحيفة (إيدنليك aydinlik) التركية تقريرا بعنوان 400 حالة اغتصاب و 250 حاملا، تعرضت له السوريات في مخيم (بوينويوغون) (Buenoygun) في منطقة (التن اوز)، ومخيمات أخرى أقامتها السلطات التركية، ضمن سيناريو مسبق لتهجير السوريين من المناطق الحدودية القريبة من تركيا، لزيادة تأزيم الاوضاع والتحريض ضد النظام السوري. هكذا يهتك ستر ادعياء الثورة السورية فيسقطون تباعا بافتضاح نسبهم وانكشاف ما كان مستورا من عورات معاملاتهم الباطلة، فلم يعد هناك اليوم ما يسترها، وبالنتيجة فانه لا يفلح كل من مضى على نهجهم وتبنى سيرتهم، وهكذا دوما هي حال العملاء.