الأربعاء , 27 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

هل حان وقت وقف التفاهمات بين روسيا والكيان الصه يو ني بشأن سوريا؟…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

لا يمكن رؤية ما يدور على الساحة الأوكرانية بشكل منعزل عن الصراع الدائر على الساحة العالمية وتآكل منظومة القطب الواحد الامريكية التي حكمت واستفردت بالساحة العالمية لأكثر من ربع قرن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في مطلع تسعينات القرن الماضي. ولا شك ان الساحة العالمية تشهد حالة مخاض شديد قبل ولادة وتثبيت النظام العالمي الجديد المتعدد الأقطاب وما احداث أوكرانيا الا جزء من هذا المخاض والصراع بين القديم والجديد الذي يريد ان يثبت معادلة التعددية القطبية. وهذا موضوع يطول الحديث عنه ان أردنا ان نتحدث عنه بشمولية التداعيات والارتدادات عما يدور على الساحة الأوكرانية.

ومنطقتنا ليست مستثنية وبالتأكيد مشمولة بهذا الصراع وتداعياته. وفي هذا الصدد نود ان نشير الى التصريح الرسمي الذي صدر عن وزير خارجية الكيان الصهيوني والذي به أدان الإجراءات والتصرفات الروسية بشأن أوكرانيا وعلى انه في حالة نشوء الحرب بين أمريكا والناتو مع روسيا فان “إسرائيل” ستكون الى الجانب الأمريكي. طبعا هذا يؤكد وبشكل لا يقبل الشك من ان هذا الكيان إنما خلق للقيام بوظيفة وأنه جزء لا يتجزأ من النظام الامبريالي العالمي.

لا يخفى على أحد ان هنالك تفاهمات إن لم نقل اتفاقيات بين روسيا والكيان الصهيوني بالشأن السوري وهذه التفاهمات قد أتاحت وعلى مر السنوات هامشا مريحا لقيام سلاح الجو الإسرائيلي بالقيام بغارات داخل الأراضي السورية اما لنصرة العناصر الإرهابية بضرب مواقع للجيش السوري والحلفاء الذين يقاتلون معه جنبا الى جنب. وبالرغم من الامتعاض الذي ابدته روسيا مؤخرا مما أدى الى تقليص الضربات من الأجواء السورية من قبل طائرات العدو الصهيوني والاكتفاء بالضرب من خارج الحدود السورية الا ان هذه السياسة العدوانية ما زالت مستمرة على الأراضي السورية.

لست خبيرا عسكريا ولا ادعى هذه المرتبة لكن بحسب تحليل الخبراء العسكريين ان بمقدور روسيا ان تغلق الأجواء السورية وحتى خارج الحدود السورية امام طائرات العدو الصهيوني بالكامل سواء بالصواريخ ضد الطائرات او بعمليات التشويش الاليكتروني. والسؤال هنا الذي يمكن طرحه هل التصريحات الأخيرة العلنية الفجة لوزير خارجية الكيان الصهيوني ستجعل روسيا وعلى وجه التحديد الرئيس بوتين من أعادة تقييم التفاهمات مع الكيان الصهيوني بشأن الأوضاع في سوريا؟ نحن نعلم ان روسيا لها تأثير كبير عما يدور على الساحة السورية ولغاية الان لم تتخذ المواقف الذي يتطلع الكثيرين منا اتخاذه. نحن لا نريد من روسيا ات تقاتل بالنيابة عن الجيش السوري او الحلفاء لكن من حقنا وحق الشعب السوري ان نطالب القيادة الروسية باتخاذ موقف صارم من الكيان الصهيوني والغارات المستمرة على الأراضي السورية وأن تنهي التفاهمات أيضا مع الولايات المتحدة أيضا والتي صرحت الى جانب حلفائها الاوروبيين بان الخطوات التي اتخذتها روسيا بشأن أوكرانيا سينعكس سلبا على الأوضاع في الداخل السوري في إشارة واضحة عن الترابط العضوي عما يجري على الساحة الدولية كما أشرنا.

ومن الضروري ان تعيد روسيا تقييم مواقفها وإعادة حساباتها واستراتيجيتها في المنطقة ككل وخاصة بالنسبة لسوريا واليمن وفلسطين وإيران ويجب التأكيد هنا ان هنالك تقاطع كبير في المصالح بين روسيا وسوريا وإيران ومحور المقاومة بشكل أوسع وان هذه المصالح لا شك انها ستتعزز بشكل أعمق بعد الاحداث في أوكرانيا وعمل الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة في محاولة عزل روسيا ومحاولة احتوائها. ويجب ان لا ننسى أن دخول روسيا على خط سوريا هو الذي أتاح لروسيا الدخول بقوة على الساحة الدولية. وفي تقديري المتواضع ان الساحة السورية ستشهد تغييرات على الطريق بعضها من الممكن ان يكون جذريا لصالح الدولة والشعب السوري.

كاتب وباحث أكاديمي فلسطيني

شاهد أيضاً

هل سيتكرر سيناريو1982…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

عندما اجتاح جيش الكيان الصهيوني في عمليته “المحدودة” تحت إمرة السفاح شارون آنذاك ووصلت الى …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024