لقاء جديد يجمعنا مع الصديق صلاح الداودي، الباحث والمنسق العام لشبكة باب المغاربة للدراسات الاستراتيجية، لتسليط الضوء حول ما يجري بالبلاد التونسية من تسارع في خطوات التطبيع مع العدو الصهيوني، وسعي دؤوب من جهات ضغط داخلية وخارجية لمصادرة القرار السيادي الوطني:
كيف تقيمون ما يجري في تونس هذه الأيام من تصريحات وممارسات تفيد كلها تفاقم التطبيع مع العدو الصهيوني ولماذا في هذه المرحلة وبهذه الأساليب؟
انه ببساطة جدول أعمال صفقة القرن. ويتم ذلك عبر عصابة جنود ارتباط العدو الصهيوني في تونس الذين نسميهم صبيان غولدا مايير. هذه العصابة من البيادق تنفذ للعدو بنده الثالث المطلوب من دول الصهيونية العربية وهو بند عدم المقاطعة أي تطبيع العلاقات والنموذج في أيامنا هذه هو جرمية التطبيع الرياضي وتبريراتها. فيما البند الأول كما تعلمون هو عدم الدخول في احلاف تقاومه أو ما يسميه عدم الاعتداء والبند الثاني هو فتح الجغرافيا وخاصة فتح الأجواء. ولذلك نحن نرى ان التطبيع هو العدوان الأعظم.
بعد جملة الجرائم التطبيعية في الأيام الأخيرة، ها ان ما يسمى اللجنة الأولمبية التونسية التي اجتمعت برئاسة الحكومة تقضي بالسماح للرياضيين التونسيين بالمشاركة في كل المباريات الرياضية مهما كانت ومع جميع الفرق في العالم في اشارة واضحة إلى الفرق الرياضية الصهيونية. وهذا بطبيعة الحال اضفاء للصبغة السياسية الرسمية على التطبيع مع العدو الصهيوني جريمة بكل المقاييس، بل هي العدوان الأعظم غير المسبوق كما قلنا في تبرير وتشريع الخيانة الوطنية المفضوحة والموصوفة والصارخة.
انه إلى جانب ذلك عبث بالدولة وتقديم لفروض الولاء والطاعة للعدو ورعاته ورعاة هذه العصابة. انهم يوظفون بعض التونسيين في جرائم التطبيع ويقومون بامتهانهم جند احتياط لخدمة العدو وأهداف العدو في التطبيع والاختراق والتعدي على ثوابت تونس والعدوان على شعبها وتدنيس رايتها الوطنية المقدسة. وهذا ما يحقق المطلب الثالث لكيان العدو الصهيوني في هذه المرحلة، وهو عدم المقاطعة إلى جانب عدم الاعتداء وفتح الأجواء.
من الواضح أيضا ان تغلغل السرطان الصهيوني في بلدنا تجلى في سجال المدعو الطرابلسي والمدعو حبيب. وفي الحقيقة ما يجري اسمه عدم المقاطعة والتطبيع تحت التهديد، هذا هو الهدف الصهيوني. التهديد الصريح من أجل التطبيع يمارسه الأول منهجا والتطبيع بالتهديد الضمني يمارسه الثاني طوعا. المدعو روني الطرابلسي والمدعو مايير حبيب تركيبة واحدة من الاسم واللقب إلى الولاء اليهودي للصهيونية إلى الدور والوظيفة والعدوان على تونس: يريد المدعو الطرابلسي أن يقول اذا اردت ان لا نقاطع الصهاينة لا تقاطع تونس ويريد ان يقول: هدف عدم مقاطعة الصهاينة يمر بالعمل على تنفيذ التطبيع في تونس وليس مقاطعها.
وجهان لعملة واحدة يتقاسمان الأدوار ويشتركان في الهدف.
واخيرا، نحن نعتبر ان الذين يتركون البلاد تغرق تحت الهيمنة الصهيونية على القرار الوطني بدعوى الانشغال بتشكيل ما يسمى حكومة شركاء في الهروب الجبان من الموقف.
وكان يجدر ان يكون الحد الأدنى إعلان بند مقاومة التطبيع في برنامج الحكم فمقاومة التطبيع هي المقاومة الأرقى والجهاد الأكبر وهي الباب الكبير لمقاومة الإرهاب والفساد على اعتبارهما برنامج استعمار وهمينة واختراق وتوظيف للعملاء وكل إرهاب وفساد الا وورائه منظومة الاستعمار المفروضة على بلدنا عن طريق مرتزقة محليين يريدون اقناع الشعب بمعالجة اجراءات شكلية مطلوبة خارجيا في ملفي الإرهاب والفساد مثلا لتأهيل البلد أكثر للنهب والتحكم الأجنبي وإسقاط كل هو عام وعمومي وملك للشعب بدغاوى ليبرالي متوحشة تختفي وراء الإصلاح ويدركون تماما ان سياسات الرعاة الأجانب هي التي خربت البلد وافسدته وتدفع أكثر فأكثر نحو الفوضى والانهيار.
في الخلاصة أقول لكم بشكل مؤكد ان بلدنا تم جره بالقوة في هذه المرحلة إلى أجندة صفقة القرن عن طريق عصابة ارتباط تونسية مع العدو الصهيوني تنفذ هذه الجريمة بشكل ممنهج وجهارا نهارا بطلب أمريكي صهيوني خليجي وهي تستخف بنا جميعا وهي على ما يبدو غير قابلة للمساس بطلب أمريكي وهي بذلك فوق السلطة وفوق الدولة وفوق إرادة الشعب. ان بلدنا يخضع لتهديدات خطيرة وعدوان هو الأعظم ويوضع على ركبتيه. وهنا نستصرخ شعبنا الشريف أن يتصدى بما يراه مناسبا.