ياخي بشّار الأسد موش ديكتاتور؟ طبعا هو ديكتاتور وأكثر ولكن هل تدخّل أردوغان في سوريا لأنّ بشًار ديكتاتور؟ لا طبعا وإن كانت البروبغنذا تبرّر تدخّله في سوريا هكذا. هو تدخّل في سوريا مقدّرا أنّ الفرصة سانحة ليتوسّع ويستعيد جغرافيا يراها عثمانية وصرّح بهذا مرات لا مرّة واحدة. الجغرافيا العثمانية هي المبرّر وهي خلفيّة ما يسعى فيه وهو بهذه العين ينظر الى العراق ولبنان ومصر وليبيا والجزائر وتونس. أكثر من هذا، هو يقول للدّول الكبرى والصهاينة والأطلسيين أنّهم لا يتضررون من تركيا عثمانية. عرب عثمانيون لا يشكّلون خطرا وكلّ الخطر يأتي من عرب ملاليين أو ايرانيين.
هذا هو الوضع عاريا وأردوغان ينتظر 2023 بفارغ صبر لتنتهي مفاعيل اتفاقية قديمة أجبرته على التّسليم في ارث تركيا العثماني. ماذا في بروبغندا الداعمين لأردوغان؟ هي بروبغندا متحولة حسب الجمهور المتلقّي. تارة هو أردوغان الديمقراطي الذي يقارع الديكتاتوريات وتارة هو أردوغان الإسلامي مُخرجنا من ظلم إلى عدل. هناك جمهور ثالث يلتهم مسلسلات الأتراك ورابع فاهمها كفر وايمان وسنّة وشيعة. الرّسمي شنوّة؟
اردوغان مسكون بحلم الزعامة العابرة ويرى ضعفا عربيا يُغري بالتوسّع ويوظّف في سبيل ذلك كلّ الوسائل. ماذا يكون الموقف من الرّجل وحلمه؟ هكذا تبدأ المقاربة. لا أراها تبدأ بحديث عن مناقب المؤذن اردوغان ولا الديمقراطي أردوغان ولا المدافع عن الشعوب ولا مهندس المال والإقتصاد ولا صانع الطائرات. أريد أن أصدّق أنّ لأردوغان حلفاء بين عرب أو من إسلاميين. لا. هو لم يحالف أربكان فهل سيحالف الغنوشي؟ ههه. وهو حالف غولن ليقوى به ويضع يده على الجيش بشبكاته ثمّ يحشر غولن بعد ذلك في الزاوية ويفكّك الجيش. من يعتقدون أنهم حلفاء أردوغان لا شيء بعينه. يقضي بهم حاجاته الكثيرة ويمرّ. لا يستشيرهم ولا يحاورهم ولا يضع مصالحهم في كفّة مقابل كفّته. قلّك أردوغان يقرأ للغنوشي ويتعلّم منه ههه. دوحي يا مباركة. أردوغان لا يقرأ ولا يكتب وأخضع بالكامل الإسلاميين العرب ويندثرون بعده.
أصلا العثمانية سيف وحصان، لا كتب ولا علوم ولا أفكار. الإسلاميون بالتالي سيف أو حصان ولا فارس غير أردوغان. مع ذلك أقرّ بأنّ ما يجتهد الرجل فيه طبيعي ومعقول بحسابه هو وحساب تركيا ربّما وإن كنت أجزم أنّ السياسات التركية تتغيّر جذريّا يوم يغيب أردوغان. في السياسة، طلب الزعامة متواتر وبحث الدول عن مصالحها في الإقليم والعالم تقليد قديم. ولكنّني وفي ما يخصّني لست أردوغان ولا أنا تركي وهذا في الحدّ الأدنى مانع لرؤية الأمور كما يراها أردوغان أو مواطنه التركي. هل أقبل بخطط تترّكني وتعثمنني؟ لا. رغم أنني كنت من مستبشرين بالتجربة التركية والسعيدين بتركيا نامية وقوية. هكذا تقتضي الوشائج ومحطات التاريخ ولكنني لا أرى خلاصا لتونس ولليبيا وللعرب بمشروع غامض يستعرض عضلاته عربيا ويقف عند عتبة اسرائيل ويبني مصالحه الإستراتيجية مع الأطلسيين.
لماذا أدافع عن الإيرانيين؟ لأنّني أقول بالإمبراطورية الملالية وبحكم الولي الفقيه من طنجة الى جاكرتا؟ لا. هذا كلام فارغ ولا تعني لي مسائل المذهب والدّين الكثير. أدافع عنهم لأنهم يصطدمون بأمريكا واسرائيل ويمولون ويسلحون مقاومين لأمريكا واسرائيل. لا يفعلون ذلك خلسة أو مزايدة . يصرحون بذلك عاليا ويعترف مقاومون لا يحتاجون شهادة في المقاومة من أحد بذلك عاليا أيضا. هؤلاء لا أهجوهم وأمتدح الأتراك. الصّدق هو الفارق وهو الفرق ولو كانت ايران في هذا الموقف ومُلحدة لنصرتها على خليفة أو على أمير مؤمنين. البعض يبسّط هكذا: الصراع في ليبيا بين روسيا وتركيا أو هو صراع بين فرنسا وتركيا والقصد من هكذا تبسيط حمل الجمهور على التماهي مع الأتراك لانهم منّا وإلينا. ليس قدري أن أقع في هذه الفخاخ ولا أن أقع في فخاخ ديمقراطية مضروبة وديكتاتورية ولا فخاخ كفر وايمان وشيعة وسنّة. امتحان الصّدق للعرب والمسلمين اليوم واحد وحيد: القدس. الباقي الكلّ تعمية وتلهية وتدبير راس وتمرشين.
من في الإعلام اليوم يستفيد من كلام كالذي أقوله؟ لا أحد ولا وسيلة اعلامية واحد ترى نفسها تستفيد. لماذا؟ هل ينقص كلامي المنطق؟ لا ينقص وربما يزيد. الإعلام يعرف ايش يعمل ومن يموّله مصطف إمّا مبشّرا بأردوغان أو مبشرا بالسيسى لا بارك الله فيهما وبالنسبة لي من هاك العام متوكل على ربّي ومعمّل على زويتنات وشويهات. هو حتى الإعلام المقاوم ما هوش مالي اليد مني كثيرا ههه. ما حاجتيش. ايه ماهو مانيش في قائمة المقاومين. الخطر على فكرة المقاومة يأتي من هذا وقد يحوّلها بعد حين عثمانية: ناس تقاوم وناس في قائمة المقاومين.
لست مقاوما ولا أنا في قائمة مقاومين. فقط أرى بالمقاربة والتفكير أننا أمة ميتة لا حياة قادمة لها الا بمقاومة امريكا واسرائيل. الفيلسوف يرى وهو المنتشي بأردوغان والمبشّر بالإستئناف الداعشي أنّ مقاومة الملالي شرط الإحياء. يعوم بحرو وهو في النهاية فيلسوف وزيد كبير وما أنا بفيلسوف.