الجماعة داخلين في قيس سعيّد وحجّتهم التطبيع. لمّا طرحت قضية التطبيع نأت النهضة بنفسها وشكّكت في جدوى تجريمه وسنة 2011 خطب الغنوشي أمام شياطين ايباك (نقولو تكتيك، الراجل نيتو صافية). دخلتهم في قيس سعيد لا علاقة لها بالصهيونية وفلسطين وإنّما بالإمارات ومعروف علاش. قبل اسابيع كانت مشكلة الاستعمار الفرنسي والموقف منه ولم تصوّت النهضة للائحة طلب الاعتذار. هنا ايضا المشكلة ليست مشكلة استعمار وانّما المشكلة مرتبطة بتركيا. النهضة تركية وكل يوم يزيد تثبّت هذه الهويّة ويبدو أنّه لا خيار لها. عندما تقصف قيس سعيّد من زاوية التطبيع أو من زاوية الاستعمار فبحساب تركي ولحساب تركي. ماذا لو صدر عن قيس سعيد بيان يدين فيه كلّ المطبعين ويذكر تركيا وقطر مع الامارات؟ هل كانت النهضة ستهلّل؟ لم تجد النهضة حلا لحياد قيس سعيد وهي الأعلم بأنه لا يرتبط بالامارات ولا يرتبط بفرنسا. هذا الحياد موقف الرئيس وموقف أغلبية التونسيين والنهضة تعلم أنها غير محايدة وأنّ تركيا تطلب منها هذه الايام بذل مجهود اضافي. هي مستعدة لاستعداء تونسي وإن فاقت شعبيته كلّ الحدود من أجل أخ الجماعة والتنظيم وهو تركي. قلتها وأعيدها: مصير النهضة ارتبط كلّيا بأردوغان. اذا فاز فازت واذا غرق اندثرت. جماعة تونسية والاكسيجين تركي. قيس سعيد ليس تركيا ولا هو قطري. ليس اماراتيا ولا مصري . يحاول أن يكون تونسيا بين هؤلاء مجتمعين وكلّ أقنعتهم تونسية. أحد حمقى الإعتلاف لاحظ أنّ موقف قيس سعيد وعبير موسى يتطابقان. حقّا، ترى العين ما تريد أن ترى.
الوسومالهذيلي منصر
شاهد أيضاً
كتب د. الهذيلي منصر: فتنة “الحرف” أو في استحالة “البسّ”…كربلاء الأخرى
هناك نصوص عظيمة وأعمال فنيّة عبقريّة وتجارب روحية ودينية عميقة لم تكن لتبلغنا ولم نكن …