السبت , 28 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

المال السياسي السعودي الى الحسكة السورية بتعليمات من أبو منشار…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني*

دخول عدد قليل من الجنود السعوديين مع القوات الامريكية الى الشمال السوري وبالتحديد في منطقة محافظة الحسكة يأتي متزامنا مع بدء المقاومة الشعبية وظهور مقاومة مسلحة وإن كانت ما زالت بطورها الجنيني ضد التواجد الامريكي والقوات الكردية المنضوية تحت المظلة الامريكية وتقوم بتنفيذ أجنداتها في تلك المنطقة والتي زورا تسمى بقوات سورية الديمقراطية لاعطاء الانطباع انها تضم العديد من المكونات المجتمع السوري وهي بالمناسبة صنيعة المخابرات المركزية الامريكية فهي التي قامت بتكوينها.

السعوديين الذين دخلوا منطقة الحسكة لا اعتقد انهم جنود لان المنطق يقول ان هذا العدد 20–40 لن يكون لهم اي تأثير على الارض. وأغلب الظن انهم من قسم المخابرات السعودية التي لها الباع الطويل في التعامل مع العشائر والقبائل العربية التي تقطن الحدود المشتركة بين السعودية والدول المجاورة. الكثير من رؤوساء هذه العشائر والقبائل تتسلم رواتب ومعونات شهرية من قبل السعودية لضمان ولائها الى جانب حماية الحدود السعودية من عمليات تهريب وتخطي الحدود هذا الى إمكانية استخدامها لاغراض سياسية لزعزعة استقرار أمن الدول المجاورة إذا ما إحتاج الامر كذلك. ولقد سبق وأن استخدم المال السياسي في محاولة شراء رؤوساء العشائر والقبائل العربية في سوريا. والسعودية كانت ومنذ عقود وما زالت تدفع عشرات الملايين من الدولارات لبعض القبائل والعشائر اليمنية لضمان ولائها واستخدامه لحماية حدودها ولقد زاد نشاطها وإرتباطاتها بهذه القبائل والعشائر مع بدء عدوانها الوحشي على اليمن منذ 2015.

ومن هنا نرى ان المهمة الرئيسية لمجموعة المخابرات السعودية التي دخلت تلك المنطقة هي بالتحديد محاولة استخدام المال السياسي ومحاولة تقديم الرشاوي للكبار في سبيل منع تطور اية مقاومة شعبية أو مسلحة ضد التواجد الامريكي وقسد في تلك المنطقة. ولا شك ان السعودية تحاول ان تستغل الظروف المعيشية القاسية المتواجدة هنالك نتيجة الحرب وقيام القوات الامريكية بتدمير وحرق المحاصيل الزراعية الى جانب الاجرام التركي وتلاعبه بمصادر المياه وحرمان مئات الالف من الاهالي في تلك المنطقة من المياه. ولا نستبعد أيضا أن أبو منشار قي ضمن أعضاء من وفد المخابرات السعودية المتخصصة في التدريب على عمليات إغتيالات لرؤوساء العشائر التي سترفض ان تكون مطية للأمريكي أو السعودي.

أما من يعتقد ان هذا أول الغيث وأن السعودية ستقوم بإرسال قوات سعودية الى تلك المنطقة وهو ما كانت قد إقترحته الولايات المتحدة قبل فترة طويلة حيث كان المقترح الامريكي إرسال قوات سعودية وإماراتية وغيرها من القوات العربية لاحتلال الشمال السوري فإن هذا غير وارد وخاصة وأن السعودية غارقة لاذنيها في المستنقع اليمني منذ مارس 2015 ولم تحقق أو تحرز اي “نصر” على الشعب اليمني للان بالرغم من كل التسليح الامريكي والبريطاني على وجه التحديد والدعم الاماراتي على الارض وشراء المرتزقة من الجيش السوداني ومرتزقة تم التعاقد معهم عن طريق شركة بلاك ووتر الامنية الامريكية سيئة الصيت التي تقوم بتجنيد مرتزقة من جميع أنحاء العالم والتي مركزها أبو ظبي.
وننتظر ونرى ما هو الدور المنوط بهذه المطايا على ارض سورية الطاهرة

 

* كاتب وباحث فلسطيني

شاهد أيضاً

هل سيتكرر سيناريو1982…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

عندما اجتاح جيش الكيان الصهيوني في عمليته “المحدودة” تحت إمرة السفاح شارون آنذاك ووصلت الى …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024