بقلم: عمران الخطيب |
معادلة صعبة وغريبة جداً منذ سنوات وسوريا تتعرض إلى العدوان والإرهاب المنظم والقتل والحصار من مختلف الاتجاهات وزوايا؛ من أجل النيل من السيادة الوطنية وتقسيم البلاد وفرض الاستسلام والخنوع للشروط الإدارات الأمريكية المتعاقبة إرضاء للاحتلال الإسرائيلي. منذ عشرة سنوات والمحافظات السورية تتعرض إلى الإرهاب المنظم والتهجير والقتل المتعمد والتدمير الممنهج والذي يستهدف إرجاع سوريا إلى العصور الوسطى، بعد أن كانت محطة مركزية في التعليم والبحث العلمي وتعليم المجاني في المدارس والجامعات ومنارة في الثقافة والأدب، إضافة إلى القطاع الصحي وتقديم العلاج المجاني للمواطنين، وكذلك قطاع الزراعة الكبير وخاصة القمح والذي كان يفيض عن إحتياجات سوريا ويتم تصديرها والصناعات القطنية التي تشكل أحد الروافد الاقتصادية وتصدير النفط، إضافة إلى استخراج كميات كبيرة من الغاز في المياه الإقليمية السورية في حوض البحر الأبيض المتوسط. هذه العوامل الذاتية تشكل تحصين الاقتصاد الوطني السوري والاكتفاء الذاتي بعيداً عن المديونية من البنك الدولي، وأمام موقف سوريا الوطني والقومي، كانت هناك العديد من السيناريوهات التي يتم إعدادها في استهداف سوريا وخاصة بعد أن تم استهداف العراق الشقيق الذي يشكل رافعة للأمم العربية والقضية الفلسطينية، وكما تم استهداف العراق ومصر وتونس واليمن والسودان يتم إستكمال استهداف سوريا منذ عشرة سنوات بكل الوسائل من مختلف الاتجاهات والجماعات الإرهابية، بتمويل من بعض الأنظمة العربية ودول إقليمية وفي المقدمة أمريكية، حيث لا يمضي يوم دون قيام “إسرائيل” بضرب العمق السوري تستهدف الجيش العربي السوري والحراس الثوري الإيراني وحزب الله. وتقوم بضرب الأهداف المتحركة تحت بند وجود سلاح إيران وحزب الله بل الأقمار الصناعية الإسرائيلية ترصد على مدار الوقت كافة التحركات للأفراد والآليات ولا يمضي يوم دون ان تنقل وسائل الإعلام حول قيام “إسرائيل” بضرب الأهداف في داخل الأراضي السورية، رغم أن سوريا دولة ذات سيادة وعضواً ومؤسس في الأمم المتحدة والجامعة العربية، إضافة إلى قيام العصابات الإرهابية المسلحة من داعش ونصرة وكل المسميات من الجماعات التكفيرية الإرهابية في القيام بعمليات عسكرية، وما تزال سوريا تقف بصمود أمام هذه التحديات ولن تخضع إلى الضغوطات والإملاءات الإسرائيلية في التطبيع والاستسلام. هذا الموقف المشرف يمثل وجهة نظر الدولة السورية بكل مكوناتها وكم هو موقف ونهج وثقافة المواطن العربي السوري، وأمام المشهد السوري وما تتعرض آلية إيران وكان آخرها إغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة إضافة إلى سلسلة من الأعمال الإرهابية الإسرائيلية في سوريا ولبنان وتهديد للأمن المنطقة. والغريب في الأمر أن ما تسمى حركة المقاومة الإسلامية حماس تتلقى الدعم المالي من قطر بشكل شهري وبموافقة وحراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي اليوم التالي يطل علينا المتحدث باسم حماس إن حركة حماس والأجنحة المسلحة للقوى المقاومة، تجري مناورة عسكرية في الأسلحة المتوسطة والصواريخ، “يعني بصراحة انا مش فاهم كيف حماس تتلقى الدعم المالي 30مليون دولار كل مطلع الشهر من قطر بموافقة “إسرائيل” وفي نفس الوقت تجري مناورة عسكرية هل نفهم أن إمكانية حماس العسكرية تفوق سوريا وإيران وحزب الله!”، هذا يعني بوضوح أن “إسرائيل” تحافظ على وجود حماس وعلى استمرار الانقسام وسيطرة حماس على قطاع غزة بدون منازع حتى يتم إقامة دويلة غزة بقيادة حركة حماس حيث تلتقي مصالح “إسرائيل” وحماس في الأهداف المشتركة بينهم كما حال موقف ونهج وثقافة الإخوان المسلمين كما كان موقف عضو الكنيست منصور عباس من الجماعات الإسلامية في القائمة العربية الذي رفض التصويت فى إسقاط حكومة نيتنياهو في الكنيست مقابل الحصول على بعض الامتيازات وكما حال موقف حكومة سعد الدين العثماني ونواب الحركة الإسلامية في المغرب بقيادة حزب العدالة والتنمية،التي إقامة التطبيع مع العدو الإسرائيلي، لكل هذه الأسباب لن يتم استهداف حماس علينا أن ندرك لا فرق بين حماس والإخوان المسلمين وداعش ونصرة وكل المسميات من الجماعات التكفيرية الإرهابية المسلحة.
Omranalkhateeb4@gmail.com