منذ ان ركز الاعلام الامريكى والاسرائيلى على ما اسماه نتنياهو بعملية درع الشمال التى ينظمها جيش العدو للبحث عن أنفاق لحزب الله تعبر من لبنان الى فلسطين المحتلة تخوفا من اجتياح عناصر من حزب الله هذه الانفاق الى الجليل الاعلى كما وعد بذلك يوما امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وان لم يسم كيفية وصول مجاهديه، منذ ذلك الوقت وهذه الحملة التى ينظمها جيش العدو لم تشكل اجماعا داخليا عليها اذ سخر منها البعض وعارضها اخرون وقالوا انها ليست الا هروبا من نتنياهو الى الامام وتفاديا لفتح ملفات فى الداخل قد تؤثر على مسيرته السياسية وتفقد حزبه الكثير من الانصار، هذا الحراك الاسرائيلى الامريكى تم الترتيب له بدقة لتتم الاستفادة منه فى حشد الدعم الغربى والدولى بشكل عام لتاييد الكيان الصهيونى فى مساعيه لادانة حزب الله فى مجلس الامن باعتباره تنظيما ارهابيا وفرض المزيد من العقوبات عليه وانذار الحكومة اللبنانية بضرورة التصدى لتحركات الحزب مما يؤدى حتما الى اشتباك داخلى يربك الساحة اللبنانية المضطربة اصلا مما يسهل على اعداء المقاومة وفى مقدمتهم اسرائيل وامريكا والسعودية أن يوظفوا كل الممكن لاعاقة حزب الله وشغله بمعركة فى داخل البلد او على الاقل الدخول فى تجاذبات تضعفه وتسهل الانقضاض عليه
نتنياهو هرب من الازمات الداخلية المستفحلة الى محاولات كسب انتصارات فى الخارج لكن عرشه يهتز كزعيم لحكومة ائتلافية تساقطت اطرافها، وملفه القانونى شديد السوء ومليء باتهامات الرشوة والفساد والاحتيال وخيانة الامانة، وحاول نتنياهو الفرار من ازماته الداخلية الى شن حرب على غزة فجاءه الرد القوى والقاطع من غزة والضفة معا وتلقى الهزيمة العسكرية والاستخبارية من المقاومة الفلسطينية فنقل معركته الى ما اسماه درع الشمال التى حاول التحشيد فيها بشدة ضد لبنان وحزب الله ومع ان بعض العرب الغير مامونين على قضايا امتهم قد دعموا نتنياهو فى حراكه الاممى اذ وقفت معه كل من السعودية والامارات والبحرين وساندوا طلبه الا ان اوروبا رفضت طلب نتنياهو بادانة حزب الله، والاقسى على نتنياهو كان الرفض الامريكى بالضغط على الحكومة اللبنانية والجيش اللبنانى بل وفرض عقوبات عليهما لارغامهما على التصدى لحزب الله، وكانت هذه صفعة قوية لنتنياهو وال سعود وحلفاءهم الذين ينسقون مع الشيطان ان كانت المطلوب ادانة المقاومة لكن النتيجة جاءت مغايرة لما اراده نتنياهو وال سعود
بعد الفشل الديبلوماسى لنتنياهو وبعض حكام الخليج ذهب بقضية الانفاق الى مجلس الامن طمعا فى استصدار قرار يدين حزب الله ويلزم الحكومة اللبنانية بحماية الحدود من اختراقات حزب الله كما يدعى لكن النتيجة ايضا جاءت خيبة كبرى لنتنياهو وحلفاءه فقد أنهى مجلس الأمن اجتماعا بناء على طلب إسرائيل والولايات المتحدة لبحث مسالة الانفاق من دون نشر اعلان او اصدار ادانة او التعبير عن القلق.
ولم يثبت التحقيق الذي أجرته الأمم المتحدة بعد اكتشاف أربعة أنفاق على الحدود بين لبنان وإسرائيل حتى الآن أن هذه الاتفاق لها مخارج في الجانب الإسرائيلي، بحسب ما قال الأربعاء امام مجلس الأمن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا
من جانبه أكد مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، أن لدى لبنان حقا مشروعا في استعادة أراضيه وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وخلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي، لمناقشة موضوع “أنفاق حزب الله”، بطلب من الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة، قال العتيبي إن لبنان يعيش على مدار عقود من الزمن، الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة،
وتابع المندوب الكويتي يقول: “ففي حين ينتهك القرار 1701 والسيادة اللبنانية كذلك بصورة شبه يومية، وهو أمر مثبّت من قبل الحكومة اللبنانية إلا أننا لم نجد أي مطالبات بعقد جلسة طارئة لوقف تلك الانتهاكات الإسرائيلية التي تفوق بخطورتها مسألة الأنفاق
أما حادثة الأنفاق الأخيرة، فقال الدبلوماسي الكويتي إن إسرائيل تسعى لـ”تضخيمها أمنيا وسياسيا وحتى عسكريا”
وشدد العتيبي على “حق لبنان بمقاومة أي اعتداء إسرائيلي بالوسائل المشروعة”، مؤكدا على “ضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي”، على اعتبار أن هذه المقاومة “حق أقرته المواثيق الدولية”. ولفت المندوب الكويتي إلى أنه “على الرغم من عدم وجود إطلاق نار دائم” على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فإن بلاده ترحب “بحالة الهدوء المستمرة والتي ما كان لها لتتحقق لولا تعاون قوات الأمن اللبنانية الوثيق مع اليونيفيل”.
وكلام المندوب الكويتى يعتبر هزيمة لنتنياهو واوبته من المعركة التى اراد كسبها فى مجلس الامن خاسرا مدانا بدل ان يحقق ما يصبو اليه.