الا يوجد ثقب في الحكاية! كيف أصبح كل هؤلاء المتراكضين إلى الموجة يراهنون على الانتخابات ويؤمنون بها ويثقون في التغيير من خلالها لا بتغيير اشخاص بأشخاص وإنما بتغيير قوانين وسياسات وتحقيق إنجازات بدل الاخفاقات؟ وكيف أصبح هؤلاء الهؤلاء يبحثون عن تفويض احدهم ليمثلهم؟
هذا هو ثقب الرواية الأصلي الذي وجبت معالجته ليفهم بعدها شكل الرواية المختل وشخوصها الذين قيل لنا انهم محبطون ويائسون وليس لديهم ثقة في أحد. قبل الموجة قيل ان المحبطين اليائسين مشاريع انتحار وتخريب وذبح ونهب وقيل ان منهم المثقفين والعالمين وحتى المترفين. كيف أصبحوا أصحاب أمل؟ وبعد ماذا؟ ثم، أليس هؤلاء اكانوا معطلين أو ناشطين او دارسين، أليسوا جيش احتياط رأس المال الذي أعدهم ويستعملهم كل مرة في شكل جديد ضد انظمة وضد دول أو ضد حكومات أو ضد شعوب أو ضد مجتمعاتهم حتى؟ ولكن، هيهات ان يجد لهم مكانا في الحياة لان نظام رأس المال وقتها بالذات ينتحر. هؤلاء، ماذا اعدوا لصراع سلطة رأس المال هذه، أم ان لديهم خطط سرية فايسبوكية سحرية؟
يوجد آخرون أيضا ترشحوا لأول مرة واولهم راشد الغنوشي الذي تقدم اخيرا. وآخرون أيضا ترشحوا ترشحات مزدوجة رئاسة وبرلمانا وبعضهم يحلم بالحكومة كذلك. كيف مرر كل هؤلاء، ولكل منهم ثقبه، كيف مرروا كذبة عدم التحزب عند البعض وخدعة الاستقلالية لدى البعض وبهتان عدم الرغبة في السلطة بالنسبة إلى رهط آخر؟
هذه الثقوب تذكرنا ببعض الأفلام التي لا يذهب فيها الممثلون أبدا إلى بيوت الاستحمام في بعضها وفي بعضها لا ينامون ابدا وفي بعضها الآخر عادة ما يقول المتفرج لماذا ولماذا ولماذا عن وجه حق؟
نحن نعرف انه يوجد من هو عازف لأسباب مختلفة وبنسبة النصف حتى الآن ونعرف انه يوجد من يأخذ من المقاطعة موقفا دائما، ولكن بعضه بدأ يتزحزح ويشارك الآن مع النظام في انتخابات تجمعه بالنظام ويقول انه ياتيها من خارجه وكل تلك الخزعبلات. فلماذا يقول هؤلاء الذين ينسبون أنفسهم جذريا إلى هذا النوع وهم ثلث المصوتين الجدد لقيس سعيد انهم طرح آخر في حين انه طرح لا جديد فيه طبعا؟ ولماذا يرى البعض انه في هذه المرة بالذات أصبح الأمر تكليفا دينيا ويرى بعض آخر ان التفويض أصبح مقبولا سياسيا لدى المقاطعين سابقا بل ثورة في الصناديق؟
كيف يكون من يعارض في الأمس القريب فوضويا وعندما يشارك وهو معارض تصبح مشاركته عبثية وفي نفس الوقت لا يكون من لا يعترف بأي شيء قائم فوضويا، رغم انه بدأ يتراجع ويدخل السيستام من باب السلطة نفسها؟ هنا أيضا نسأل كيف سينفصل أو سيفصل رئيس هؤلاء بين نفسه وبين هؤلاء وكيف سينتسبون إليه أو سينتسب إليه وماهو شكل الدولة وقتها؟ هل نتحدث عن رئاسة شخصية أو مملكة فردية ام ماذا؟
نعرف ان كل هذه الخزعبلات بعيدة عن الواقع ولكننا نود لفت انتباه العقلاء إلى اننا ربما بصدد الشهادة على المرور من العفو التشريعي العام الذي احل بتوس مصائب لم ينتظرها احد إلى عقاب شعبوي عام للمعارضة بالذات وليس للنظام الحاكم وعفو سياسي عام عن المجرمين من كل نوع. ونذكرهم بأننا كنا ثوريين إلى النخاع سنة 2011 ولكن أبرياء، وما زلنا وسنبقى ثوريين، ولكن عقلاء. وان غدا لناظره لقريب.