الاستقالة الجماعية لعدد من قادة حركة النهضة اليوم 25سبتمبر 2021 هي في جميع الأحوال حدث سياسي مهم وجديد وان كانت الاستقالات سابقا فردية وخجولة ، فانه اليوم أصبحت مكشوفة ومعلنة وجريئة ولأول مرة في تاريخ حركة النهضة تتم الاستقالة بشكل جماعي بهذا الوزن والثقل الرمزي لعناصرها، وهو من مؤشرات الأزمة الداخلية التي بدأ يمر بها هذا الحزب خاصة بعد هزيمته في انتخابات 2019. وهناك عديد المؤشرات التي تؤكد أن حركة النهضة الاخوانية بدأت تفقد شعبيتها منذ ان دهلت في التحالف بين الاضداد مع شبكات المافيا والأحزاب الليبرالية والتجمعية حتى تحولت الى تشكيلة سياسية هجينة من العناصر الانتهازية، ثم عدم الايفاء بما وعدت به شعبها ومسؤوليتها المباشرة في تفكيك مؤسسات الدولة وتخريب البلاد…وبالتالي، فاعادة بناء هذا الحزب في المستقبل حتى لو غير اسمه وشعاره ( جلده) لن تكون العلاقة بين أعضائه واتباعه( قطيعه) بمستوى انسجامية وصلابة التنظيم في مرحلة التأسيس الأولى في بداية السبعينيات لما كان في مرحلة الاستقطاب والتمدد الشعبي في ظل سياقات تاريخية مختلفة وبيئة سياسية داخلية حاضنة له ضد نظام بورقيبة” الملحد” وعدو الاسلام مثلما كانوا يقولون لاتباعهم. لكن اليوم، تغيرت كل هذه السياقات وعجلت تجربتهم الفاشلة في السلطة وسوء ادارتهم للدولة منذ2011 في أزمتهم الداخلية، مما ادى بالضرورة الى نهايتهم السياسية بشكل تراجيدي لم يكن يتوقعونه بالأمس القريب رغم الدعم المادي والاعلامي الدولي والاقليمي السخي ومنقطع النظير الذي نالوه من وكلائهم.