صحيح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصرف هذه المرة بقليل من الاحترام تجاه أحد أمراء مشيخات الخليج بحيث قدّم الشكر له على الأموال المهدورة لشعب هذه المشيخة على توسيع القاعدة الأمريكية في إمارته.
لكن الصحيح أيضاً أنه لم يستطع الحفاظ على هذا الاحترام لأكثر من دقائق معدودات, بحيث إنه قال: «هذه كانت أموالكم وليست أموالنا».
هكذا درج ترامب على احتقار بعض أمراء وملوك الخليج وتذكيرهم بأنهم لا يمثلون شعوبهم ولا يحظون باحترامهم, وإن وجودهم على كراسيهم هو اغتصاب لحق هذه الشعوب في أن يكون لها من يحكمها بشرف ويمثلها بكرامة.
لا أحد ينسى تغريدات ترامب المتكررة والمتواترة عن ملك بني سعود واحتقاره وتذكيره بأنه لن يبقى على عرشه المغتصب لأكثر من أسبوع إذا رفعت الولايات المتحدة حمايتها عنه وإنه في المقابل يجب أن يدفع الضريبة المالية حيال ذلك لأنه ليس لديه أي شيء غير المال.
ولا أحد ينسى تشبيه ترامب مملكة بني سعود بالبقرة التي يجب حلبها حتى النهاية وجهة نظر ترامب لا تختلف عن وجهات نظر سابقيه من الإدارات الأمريكية, لكن الاختلاف في أن ترامب أكثر وقاحة وصراحة وعلانية ممن سبقوه, هؤلاء الذين ساهموا في تدمير دول عربية بأموال استولوا عليها بمساعدة الولايات المتحدة بحجة (الشرعية وعدم الشرعية). فأين شرعيتهم؟ بل أين كرامتهم التي يهدرها ترامب في كل يوم؟!! إنهم أشبه بمن يحاضر عن العفة وهو منها براء.
إن أقل ما يقال فيهم إنهم يتسابقون لشراء احتلالهم وإهانة كرامتهم بأموالهم وهم يضحكون, ألا يخجلون؟
بالتأكيد إن الخجل لم يعرف طريقه إليهم يوماً, وما علينا سوى ترقب توصيف جديد لهم من صديقهم ترامب, فمَنْ يهن يسهل الهوان عليه!!.