لم أجد توصيفا دقيقا لموقف زعيم الاخوان المنافقين ” راشد الغنوشي” الذي صرّح به اليوم – 18 نوفمبر2021 – في صحيفة ” الرأي العام” أفضل من هذا المثل الشعبي العراقي.
فكل ما جاء في هذا التصريح وما ذكره من اعتراف بالأخطاء التي ارتكبها حزبه في تونس خلال العشرية السوداء الماضية، واعترافه بفشله في ” هندسة التحالفات الحكومية والحزبية” مثلما قال، وغيرها من النقاط التي وردت في هذا “الموقف الجديد”، تؤكد الحالة المرضية التي باتت تعيشها حركة النهضة وفقدانها جميع المنافذ للانقاذ وسبل التعويض عن كل جرائمها التي ارتكبتها في حق الشعب. هذا التصريح يؤكد أيضا كيف ينتقل قادة الحركات الاخوانية من موقف الى اخر ويكشف للرأي العام الذي خدعوه أنهم ليسوا الا سماسرة أوطان وتجار دين يؤتمرون بأوامر موكليهم في الخارج. فبالأمس القريب – منذ يوم 25جويلية – كان رافضا بشكل مطلق للحركة التصحيحية وداعيا الى اعادة فتح أبواب البرلمان وبعدم شرعية ما أقدم عليه الرئيس. واليوم ، وبعد أن أدرك تغير المعادلات الداخلية والاقليمية التي لم تعد في صالحهم، ارتدى ثوبا من الكلمات الجديدة، كلمات تحمل جميع معاني التملق والنفاق، حتى كاد يهجو ويتمسح بالرئيس!
هذا الانقلاب في نبرة الخطاب لم يأت مصادفة، بل نتيجة عديد التغيرات وأهمها فشلهم مع حلفائهم عبر مختلف الوسائل – النبيلة والخبيثة – في تعطيل وافشال مشروع الرئيس في تطهير مؤسسات الدولة، وخاصة الجهاز القضائي ولو بنسق بطيء ضد سطوة شبكات المافيا وحلفائها.
هذا الموقف يأتي كذلك، بعد أن تأكد ” شيخ المنافقين” من تاكل شعبيته واهتزاز رمزيته داخل حركة النهضة، وتاكل شعبية حركة النهضة والاخوان عموما في تونس وفي المنطقة كلها. فهي محاولة في لملمة الحزب داخليا بعد أن تذرّر قادته وأصبحت خيمته لا تتسع الا للمقربين منه ولبعض السياسيين الانتهازيين من الذين لا يعملون ولكن تؤذى نفوسهم لما يعمل غيرهم ويحقق نجاحا، هؤلاء المنافقون مثلهم مثل عقارب الساعة يتقلبون مثل تقلبات الفصول لا يخجلون من ماضيهم الأسود. كما تأتي هذه السردية ” الغنوشية” أيضا بعد أن تاكد أن الشدائد لا تصمد كثيرا فوق أكتاف السّاجدين. فموقفه لا يتعدّى ايقاعه وتأثيره مستوى ايقاع ” الضّرْطة التّائهة في سوق النحاسين” التي لا يسمعها أحد نتيجة الضجيج مثلما يستدل به الأشقاء العراقيون لما يصفوا بتندر أمرا أو موقفا تافها لم يعد يهتم به أحد وليس له أي تأثير في الواقع.
الوسوممصباح الشيباني
شاهد أيضاً
“جَرَسِيّة الارهاب” في تونس وإيقاعاته على أوتار الأحداث الوطنية !…بقلم: د. مصباح الشيباني
لم يعد الفساد في تونس ظاهرة شاذّة أو مخفية، كما لم يعد فشل الحكومة …